كما تشحّ المعلومات عن سبب وفاة الموسيقي السوري الشاب مهران محرز بعد العثور عليه جثّة هامدة في غرفته الفقيرة في حي باب شرقي الدمشقي، كذلك تبخل المواقع الأرشيفية بما يلزم من المعلومات عن حياة الموسيقي المهنية. عازف الغيتار انقطعت أخباره عن أصدقائه لخمسة أيام ليجدوه بالأمس نائماً على سريره إلى الأبد من دون الكشف عن الأسباب الحقيقية للوفاة.
الشاب السوري مصاب بهوس التجريب الفني منذ صغره، درس الموسيقى واحترف عزف الغيتار، وقرر الصمود في بلاده رغماً عن أنف الحرب، فكانت له أياد بيضاء في إنعاش الموسيقى الشبابية، وتأسيس الفرق الهاوية، ومنها فرقة «نبض» الشابة. علماً أنّ الأخيرة عبارة عن فرقة من الموسيقيين والمغنين الهواة، والمهندسين والمحامين والموظفين المتطوّعين. اجتمع هؤلاء في حزيران (يونيو) 2013 وبدأوا بالعزف والغناء معاً، قبل أن يقرّروا إنشاء جمعية ثقافية، كإرادة ثابتة لكسر حالة اليأس والإحباط التي تسللت إلى نفوس الشباب السوريين في ذلك الوقت. كذلك، يدير الراحل فرقة «مخمل» للغناء الصوفي والطربي. بدأ الإعلام يتداول اسمه بكثافة في الآونة الأخيرة بعدما وضع لحناً لأغنية «لي في حلب» من الألبوم الجديد للمغنية الشابة فايا يونان من دون أن ينتبه لرحيله من الإعلام السوري سوى صفحات التواصل الاجتماعي المعنية بأخبار الحرب. ودارت حالة العزاء على السوشال ميديا ممن يعرفون العازف الشاب. وكتبت شريكته فايا يونان على صفحتها «الحياة كيف هيك وقحة... بتتركك بكير، والموت أوقح، بيستقبلك. ما بتعرف قديش بنحتاجك؟ بنحتاج موسيقتك وكل الأغاني يلي ما لحنتها»، مع صورة بالابيض والأسود تجمعها برفيقها الراحل.