يعتقد بعضهم بأن وائل زيدان (الصورة) وصل أمام الكاميرا، وحقّق شهرته وحضوره الدمث بدعم من أخيه النجم أيمن زيدان عندما كان مديراً لأهم شركة إنتاج سورية. لكن من يتابع شغل نجم «أيام الدراسة 1/2» (طلال مارديني وإياد نحاس ومصطفى البرقاوي) يدرك جيداً بأنه من المواهب الفطرية النادرة التي ربما ليست بحاجة لصقل أكاديمي، أو تجميع تراكمي بصورته التقليدية. هكذا، تسير موهبة زيدان بشكل طوعي نحو أسلوب التمثيل الحديث، ونظرية اللاتمثيل التي تقترح على الممثّل ألا يظهر إمكانياته إلا حين تحتاج المادة الدرامية ذلك. إلى جانب لمعته في الكوميديا على وجه الخصوص، تعلّم زيدان مهنة مدير الإنتاج، وإنتزع مكانه الإداري في شركات الإنتاج السورية بجدراة. إذ أدار إنتاجياً، مسلسلات هامة في الآونة الأخيرة مثل «العرّاب1/2» لحاتم علي و«غداً نلتقي» لرامي حنا وظهر كممثل فيهما. رغم كل ما سبق، قرّر الممثل ترك مهنة إدارة الإنتاج بشكل شبه نهائي، والتفرّغ للتمثيل. أما عن سبب هذه الخطوة، فيقول لـ «الاخبار» هو «حالة الفوضى التي باتت ترافق إنتاج أيّ مسلسل وإختلاط الحابل بالنابل، وتأخّر بعض المنتجين في تسديد ما يترتب عليه من مستحقات للممثلين والفنيين». عن مهنته الأصيلة في التمثيل، يقول «صرنا نتيجة الظروف السيئة التي تُحيط بنا لأن نخلق فرصنا بأيدينا. لذا فكّرت مثلاً أن أصنع مجداً مضافاً لشخصية المدرّس التي حقّقت نجاحاً جماهيرياً واضحاً في «أيام الدراسة» وإقترحت فكرة على كتّاب شباب، وهي أن نلاحق مصير المدرس بعدما إكتسح الجراد الأسود أجزاء من سوريا وأسرته داعش، وحوّلته إلى مدرّس لأطفالهم، ولكن بنفس كوميدي بحت. المشروع قيد الإنجاز من دون أن تتبنّاه حتى الآن أيّ جهة إنتاجية».كل ما سبق ليس سوى تحمية للمشروع الكبير الذي قاده زيدان بمفرده، من دون أن يثمر عن النتائج الطموحة التي بني على أساسها. إذ يملك الممثل شركة «شدو للإنتاج الفني» في سوريا، وقد تلقى دعوة من أصدقائه في جورجيا لزيارتهم. هناك فوجئ بانفتاح البلد، بشكل كبير ورغبة حكومة البلد بأن تكون بمثابة ملاذ للدراما. هكذا، حاز زيدان ترخيصاً فرعياً لشركته السورية في البلد الغني بمواقع تصوير، وجال به وزير الإعلام هناك على مكامن الجمال والمواقع الصالحة لكي تكون عنصر جذب على مستوى الصورة والإبهار البصري. أنهى زيدان جولته، وباشر بإجراء دراسة إنتاجية شاملة وموسعة ليخلص إلى نتيجة مذهلة بسبب انخفاض الكلفة الإنتاجية مقارنة ببقية دول العالم، إضافة إلى دخول وزارة الإعلام كجهة حكومية داعمة لأيّ عمل يتم تصويره داخل البلاد بنسبة 30 % من الميزانية. سرعان ما وجّه زيدان دعوات إلى مجموعة من المخرجين والمنتجين السوريين لزيارة البلد، والإقامة فيها ثلاثة أيام مجانية كحالة تعريفية دون أن يلبي دعوته أحد!. فما كان منه سوى أن لملم أغراضه، وعاد إلى بلاده منتظراً بأن ينتبه أيّ من المنتجين العرب لأهمية اكتشافه الإنتاجي.