إنطفأ في روما أمس جانيس كونيليس (1936-2017)، أبرز وجوه «الفن الفقير» أو Arte Povera (باللغة الإيطالية) وأحد أشرس المدافعين عنه. عن عمر ناهز الـ 80 عاماً، رحل الفنان اليوناني - الإيطالي، الذي نشأ في إيطاليا، بعد تركه بلاده في العاشرة من عمره، وكرس نفسه لهذا النوع من الفن الذي يخرج عن المادية.
درس كونيليس الفن في روما في «أكاديمية الفنون الجميلة»، وبدأ مسيرته الفنية كرسام تقليدي، وحرّ حتى تأثر بالمدرسة التعبيرية التجريدية، والفن اللا شكلي (Art Informel) الباريسي، ليرسم خطه الخاص في الفن الذي يتكئ على إثارة الحساسية والتفكير عند المتلقي، عندما زاوج المعدن بالمواد العضوية، ويضحي الغياب جزءاً من القطعة الفنية المشغولة الكاملة. أعماله تعتمد على البساطة ومخاطبة الآخر والتواصل معه، ونبذ أشكال المجتمع الإستهلاكي، والأماكن التقليدية لعرض مختلف الفنون من متاحف وغاليريهات.
يعود الفنان الإيطالي في أعماله، الى المادة الخام والبسيطة، التي يملكها كل إنسان. نرى على سبيل المثال الفحم الحجري، الأحجار المأخوذة من الأرض، الصوف، الأسلاك الحديدية. وفي العديد من المحطات، كان كونيليس بطلاً ومؤدياً في أعماله.
عام 1969، عرض مجموعة من 12 حصاناً حياً، موضوعة الى جانب حائط العرض في غاليري Attico de Fabio في إيطاليا، في تكريس لتجربة تفاعل الزائرين مع الكائنات الحيّة. وكرر التجربة عام 2002 في لندن. يوصف الفنان الإيطالي بأنه شاعر التعبير المجازي البصري، والميثولوجيا المعاصرة.