مع بدء عرضه في أيلول (سبتمبر) الماضي عبر «المؤسسة اللبنانية للإرسال»، توجّهت الأنظار إلى مسلسل «أمير الليل» الذي طال انتظاره وكثرت تعثّراته، والذي يشكّل أوّل بطولة درامية للـ «بوب ستار» رامي عيّاش. تأخذنا الأحداث إلى زمن الانتداب الفرنسي للبنان، ويذهب بنا إلى قصور الأمراء وبيوت القُرى التي تضجّ بقصص المجتمع المخملي، وحكايات الحب، والوطنيّة، والصراع الطبقي، والفساد.
بعد رتابة الأحداث وبطء إيقاع التطوّرات في البداية، تحسّنت نسب المتابعة نسبياً بعد زواج «فرح» (داليدا خليل) من زوج أختها المتوفاة حديثاً «الأمير عمر شهاب» (رامي عيّاش)، بهدف البقاء قرب ابنتهما الصغيرة والتمكّن من تربيتها بعيداً عن كلام الناس والضغوطات الإجتماعية. التحسّن ظلّ سيّد الموقف، لا بل تصاعد، مع تحوّل مشاعر الكره التي تكّنها الشابة المتمرّدة والطموحة إلى الأمير الدونجوان إلى حب! هنا، ستسكن «عمر» مشاعر لم يألفها مع أي إمرأة أخرى (وما أكثرهن)، وستصبح «فرح» أقرب إليه قبل أن تسلمّه جسدها لكن من دون ينجح في كسب ثقتها!
تبدّل مسار الأحداث ضَمَن مشاهدين أكثر للمسلسل الذي كتبته منى طايع وأخرجه فادي حدّاد ثم إيلي برباري وأنتجته شركتا M&M و«طايع إنتربرايز». علماً بأنّ أنباء تدور في الكواليس حالياً عن استعداد M&M (مي وميلاد أبي رعد) للعمل على مسلسل جديد لا تقل حلقاته عن الخمسين، يتردّد أنّه مقتبس عن آخر مكسيكي، من دون الكشف عن هوية المخرج والأبطال.
اهتمام الجمهور بـ «أمير الليل» بقي كبيراً مع مرور الوقت، سيّما خلال الحلقات القليلة الماضية حين حُبس «عمر» بتهمة قتل صديقه الصحافي «كمال»، جرّاء مكيدة دبّرها له «الكولونيل مارسيل» وزوجة الراحل «توتو» أو «تمارا» (ليلى بن خليفة). غير أنّ براءته سرعان ما تظهر بعد شهادة إبن الضحية ضد والدته، مؤكداً أنّها هي من ارتكبت الجريمة. الفرحة لا تكتمل لأنّ «فرح» صدّقت الشائعات التي تحدّثت عن قتل زوجها لصديقه بفعل حبّه الجارف لـ «توتو»، وتخلّت عن الأمير في أصعب الأوقات، كما أسمعته كلاماً موجعاً وهو خلف القضبان. هكذا، ينتقض «عمر» بعد خروجه من السجن ويطلّق زوجته الجميلة رغم حبّه الشديد لها.
في هذا السياق، تجدر الإشارة إلى أنّ انتقادات كثيرة وجّهت إلى اللوك الذي ظهرت فيه «توتو» في السجن. طوال خمسة أيّام، بقيت المرأة مصرّة على الوقوف وممتنعة عن تناول الطعام، فيما حافظت على أناقتها الكاملة وماكياجها الذي لم يصبه أي شائبة. هذا النوع من الملاحظات الإخراجية، برز في البداية أيضاً، ناهيك عن ردود أفعال رامي عيّاش وبيتر سمعان وغيرهما المفتعلة والمبالغة، التي وصلت في أوقات عدّة إلى حدّ السخرية!
معرفة مصير علاقة «عمر» و«فرح» وغيرها ستُبقي الناس مشدودين للمشاهدة، خصوصاً مع تراجع وتيرة البطء التي رافقت المسلسل في بداياته بشكل ملحوظ. فماذا سيحصل بين «ناريمان» (ميس حمدان) و«فارس بيك» (بيتر سمعان)؟ وماذا عن «جمال» (نهلة داود) و«فراس» (جهاد الأندري)، و«زينة» (روان طحطوح) و«رجا» (عصام مرعب)، و«عدلي» (أسعد رشدان) و«سوسن» (هيّام أبو شديد)؟
الأيّام المقبلة كفيلة بالإجابة، مع العلم بأنّ المعلومات الواردة من lbci تفيد بأنّ الحلقات المتبقية لن تقل عن 15، وهي مرشّحة للازدياد، قبل أن تبدأ المحطة اللبنانية بعرض مسلسل «الشقيقتان» مع اقتراب شهر شباط (فبراير) المقبل من نهايته. العمل المنتظر من كتابة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي وإنتاج شركة «إيغل فيلمز» (جمال سنان)، أما البطولة فلنادين الراسي وسارة أبي كنعان وباسم مغنية، إلى جانب أسماء عدّة من بينها: رولا حمادة، وزينة مكّي، ومازن معضّم، وجوزيف بو نصّار، ونهلة داوود... تدور الأحداث حول صراع في العائلة الواحدة، وظلم الوالد لإبنه وحرمانه من حقوق، وتعود بنا إلى ستينيات القرن الماضي.
ومن المتوقع أنّ يُولّد عرض هذا المسلسل منافسة جديدة بين «المؤسسة اللبنانية للإرسال» وقناة mtv التي كانت تعرض «متل القمر» في التوقيت نفسه مع «أمير الليل». فالإثنين المقبل، تُطلق «قناة المرّ» مسلسل «فخامة الشك» (كتابة كلوديا مارشليان وإخراج أسامة الحمد وإنتاج شركتا MR7 لمفيد الرفاعي و«الصدى»)، من بطولة يورغو شلهوب، وسابين، ووسام حنّا، وآخرين. حلقات العمل لن تقل عن ستين، وتتمحور القصة حول العلاقات الاجتماعية وإنعدام الثقة في العلاقات.

*«أمير الليل»: من الأحد إلى الثلاثاء ــ بعد نشرة الأخبار المسائية على lbci