خلال اللقاء الذي أقامته «روتانا» أوّل من أمس في بيروت، كشف الفنان الكويتي أنّه يحضّر لألبوم خاص بالأطفال، مضيفاً أنّ أغنية «تمنّى»، عنوان ألبومه الجديد، تمثّل دعوة إلى الصدق بين البشر
فاطمة داوود
جاء المؤتمر الصحافي الذي عقدته شركة «روتانا» أول من أمس للفنان الكويتي عبد الله الرويشد في «مقهى روتانا» (وسط بيروت) عفوياً وبسيطاً، خلافاً لمظاهر البهرجة التي تسيطر على الاحتفاليّات الضخمة التي تنظّم عادةً لنجوم الصفّ الأول، وخصوصاً الخليجيين. هكذا أراد الفنان الكويتي أن يقابل الصحافيين في مساحة ضيّقة لا تتجاوز خمسة أمتار ليكون الحديث بعيداً عن المجاملات والتكلفّ.<1--break-->
الرويشد الذي أطلق ألبومه الغنائي «تمنّى» منذ شهرين وصوّر منه أغنية «كنت أعرفك» على طريقة الفيديو كليب أكدّ أن العمل حمل رسالةً اجتماعيةً تتمحور حول الأشخاص الذين يضعون «أقنعة» ويمارسون احتيالهم على الآخرين. هكذا، مثّلت الأغنية دعوة إلى إسقاط جميع الأقنعة والعيش بسلام وشفافية وصدق. وقد اقتضى تنفيذ الفيديو كليب صناعة 1500 قناع بناءً على طلب المخرج فادي حدّاد.
وقد تساءل بعضهم عن سبب حضور الفنان اللبناني ملحم زين خلال المؤتمر، وعن إمكان تنفيذ ديو مشترك بينهما. إلا أنّ الرويشد أجاب أنّ علاقة ودّ ومحبّة تربطه بزين، ولهذا السبب حضر الفنان اللبناني المؤتمر. وأشار الرويشد إلى أنّه لا يمانع بتاتاً من مشاركته في أي أغنية. وكشف الرويشد أنّ الفنانة نجوى كرم كانت أيضاً ستحضر المؤتمر لولا اضطرارها للسفر فهي «من الصديقات المقرّبات لي في الوسط الفني». هذا الأمر فتح المجال لسؤاله عن سبب عدم غنائه باللهجة اللبنانية، بما أنّ معظم فناني لبنان غنّوا باللهجة الخليجية، فأجاب: «أبحث حالياً عن أغنية جميلة باللهجة اللبنانية لأنني أقدّر الفن في هذا البلد، وخصوصاً أنّه أنجب عمالقة مثل وديع الصافي وأعد بأنّني سأقدّم أغنية لبنانية إذا توافرت الكلمة الجميلة».
الرويشد نفى أن يكون مدللاً في «روتانا» لأنّ كل الفنانين مدللون فيها، قائلاً: «أنا لا أشعر بذلك، فأنا أتابع أعمالي الفنية وفق الخطط المرسومة». وأوضح أنّ نجوميته في لبنان جيدة، وخصوصاً أن أغنية «ولهان» التي طرحت في الألبوم الماضي حققت نجاحاً لافتاً في لبنان أكثر من الخليج، معتبراً أنّ «الفنان العربي ليس حكراً على منطقة جغرافية، والمفروض أن نتوجه إلى كل الجماهير العربية بعيداً عن التصنيفات التي تطلق هنا وهناك».
وإن كان المؤتمر مخصصاً للفنان عبد الله الرويشد، فقد حضر الفنان السعودي محمد عبده عبر أسئلة الصحافيين الذين أثاروا مسألة الهجوم الذي شنّته الصحافة الخليجية على الموسيقي ملحم بركات. وكان هذا الأخير قد صرّح بأنّه لا يستطيع فهم الكلمات الخليجية في أغنيات عبده. فما كان من الرويشد إلا أن دافع بشكل مبطّن عن عبده بالقول «عبده فنان كبير وكلام أغنياته الخليجية مفهومة جداً أكثر من الأغنيات الكويتية»، قاطعاً بذلك الطريق على تجدّد الحرب بين فنّاني لبنان والخليج.
ومع هلال فصل الصيف والحفلات التي ستعم لبنان، كان لافتاً التطرّق إلى مسألة غلاء التذاكر، بما يجعلها مخصصة فقط للخليجيين الذين يحرصون على حضور حفلات فناني الخليج، وهو ما يحرم اللبنانيين ذوي الدخل المحدود من حضور تلك الحفلات. وقد برّر الرويشد ذلك بأن المسألة تتعلّق بإدارة الأعمال، وتمنّى على «روتانا» إعادة النظر في هذا الموضوع.
وكشف الرويشد عن نيّته تصوير أغنيتين من الألبوم الجديد مع المخرج فادي حدّاد، منهما أغنية «تمنىّ»، مضيفاً أنّ «الأغنيات الـ15 التي ضمّها الألبوم مهمّة بالنسبة لي، وكل واحدة مخصصّة لشهر في السنة بينما الثلاث الإضافية اخترتها لجمالية الكلمات والألحان. مع أن الموجة السائدة هي تقليص عدد الأغنيات في الألبوم الواحد».
يذكر أنّ الألبوم الجديد ضمّ 15 أغنية منوّعة تعاون فيها الرويشد مع عدد من الشعراء المعروفين، بينهم الناصر الذي أعطاه عملين هما «اسمك» (ألحان مشعل العروج) و«تمنى» (ألحان الرويشد). كما تعاون مع الشاعر سعود شربتلي الذي قدّم له أغنية «حبي الأول» (ألحان النشط عبد الله القعود). وشهد الألبوم على تعاون الرويشد مع الشاعر علي مساعد عبر أغنية «واللي يخليك» (ألحان الرويشد). كما فضّل أيضاً تكرار التجربة مع الفنان أبو بكر سالم بالفقيه الذي كتب ولحّن له أغنية «ليل الليل». وتضّمن الألبوم أغنيات «ما أقول» و«كنت أعرفك» و«الحب الكبير» و«وحشت الدار» و«البارحة» و«شوقي إليك» و«الضحكة» و«فكّر مرتين» و«بتروح تغيب». واختتم الألبوم بـ«زهيري» وهو لون من التراث الكويتي العريق (كلمات الممثل حسن البلام وألحان عبد الله الرويشد). وعلمت «الأخبار» أنّ الرويشد في صدد التحضير لإطلاق ألبوم خاص بالأطفال. وهي خطوة جديدة تماماً على الفن الخليجي عموماً.