تجاوزت الإيرادات المشتركة لعمالقة التكنولوجيا - الخمسة الكبار - «أمازون»، «مايكروسوفت»، «آبل» «الفابت» و«ميتا» 1.4 تريليون دولار في عام، أي أن الشركات الخمس تستحوذ على 1.75% من كل ما ينتجه سكان الكرة الأرضية بكل مواردها وقيمها المضافة. مجازياً، إذا تحوّلت هذه الشركات الخمس إلى دولة، فإنها ستكون الدولة الثانية عشرة الأكبر في العالم لجهة الناتج المحلي الإجمالي، متجاوزة قوى اقتصادية مثل إسبانيا وإندونيسيا، فضلاً عن أنها ستكون أقوى نفوذاً من أي دولة أخرى طالما لديها تحت سيطرتها كل هذه الشبكة المتطوّرة التي تؤدي أعمالاً متعدّدة الأهداف والاستعمالات.في غضون عشر سنوات فقط، أصبح هؤلاء أكبر الشركات على الكوكب. واستحوذوا على نوع من القوة قادر على التحكم في حياة مليارات المستخدمين حول العالم. يتحكمون في البيانات، ويمارسون هيمنة على ما يمكن نشره حفاظاً على «معايير المجتمع»، ويأكلون الأسواق التجارية أينما حلّوا.
ومن خلال تأثير الشبكة «network effect»، حيث يجني كل شيء أول من يهيمن على السوق، تمكنت هذه الشركات من القضاء على المنافسة. ولا تكمن قوّة هذه الشركات في حجمها فحسب، بل في البيانات التي تملكها. أي الأصول الأكثر قيمة في القرن الحادي والعشرين - نفط الاقتصاد الرقمي - الذي تستخرجه شركات التكنولوجيا من المستخدمين بحريّة. أما تخفيف قبضتها على الأسواق الرقمية فهو أمر لا يمكن للغرامات المالية تحقيقه، فضلاً عن هذه الشركات «تقتل» الشركات الناشئة عبر شرائها أو صنع تقنية مشابهة.

أنقر على الرسم البياني لتكبيره