من أهل البيت

«كيف الزعاترة؟» يبادر الراكب الجديد الذي صعد عند ساحة الشهداء، سائق الفان رقم 4 الذي بدا أنه معرفة قديمة.
-"وين كاين هيك؟" يسأل السائق الراكب الذي بدت لهجته غريبة.
-والله كنا عند سماهة الشيك شمس الدين، ع شاتيلا.. بدنا نفرش الجامع. عندو شي 1200 متر ماشالله!

-من مين؟ منكن؟
-شوية منا وشوية من هيدا اللي بيعمر بنايات... شو اسمو؟.. احمد موسى.
-اهه! عال. وانتو كيف حالكن؟
-نهنا مناه..انتو كيف؟ شو عملتو؟ ربحتو ببعلبك ولا سقطتو؟
-سقطنا! يقول السائق وهو يمط الالف علامة خيبة الامل.
-نهنا كمان سقطنا..
-وين انتخبتو؟
- بزهلة. مع فتوش. بس سقط. لو تهالف هوي وسكاف كانو طلعو..بس كل واهد لوهدو سقطنا. لو تهالفو؟ ما طلعوا لا عونية ولا هزب الله ولا كتايب.
-دفع شي؟ لأنو اللي بدو يترشح يعني بدو ياكل. واذا بدو ياكل لازم يطعمي.
-معلوم دفع..
-اديش ع الصوت؟
-300 دولر، 200 دولر ، 100 دولر..هسب راس الزبون.انا كنت مسؤول عن بونات البنزين. يعني اذا الواحد جايي ينتخبك من آخر ما عمر الله، ع القليلة هطلو بسيارتو تنكة بنزين. ولا لا؟
- كيف لكن؟
- انا كنت ع مهطة سلهب. لوحدي وزعت شي 1300 بون بنزين. بس سقطنا. والله دفع كتير ..يمكن رش شي مليونين دولر..
-بكرة بيطلعهم بكم يوم هاو..ما تعتل همو.

كنا وصلنا الى اول شارع الحمرا ناحية مصرف لبنان. السير تقريبا متوقف.
- وهلق وين رايح؟
- ع المهل.. مهلي قبل البريستول. تفضلو
-مرة تانية.
- ليك ليك. ليك كيف واقف السير. شو في؟
- شي حمار بيكون طالع بموكب.
يشير الدركي امامنا الى الفان الذي كان يحاول التوقف لجلب ركاب فيطنش سائق الفان قليلا. فيصيح الدركي به من بعيد «امشي يا فان!». يتقدم الفان قليلا بتثاقل كمن لا يريد فعلا التحرك. وإذ بالراكب يعلق:
-ليك ليك.. مش شايف الا الفان. ما قال شي للسيارات. يلا نزلني هون.
- الله معك.
أسأل السائق: لهجتو غريبة هالزلمة.
فيرد «ايه هيدا ايراني».
- ايراني؟ شو خصو بالانتخابات وبزحلة؟
- صرلو زمان هون، مجوز من عنا من بيت زعيتر.
-اهه! ايه نزلني هون..

التعليقات
صورة المستخدم
1500 حرف متبقي
شاركونا رأيكم