يترافق المسير إلى سيدة لبنان في حريصا، مشياً على الأقدام، مع سماع عبارة «زيارة مقبولة» يكرّرها أهالي الأحياء التي يمرّ بها الزوّار. في شهر أيار، يندر أن تكون زيارة حريصا سياحية بقدر ما هي للصلاة والعبادة. هذا الطقس الذي أرسته الكنائس الغربية منذ نحو 180 عاماً، حوّل مزارات السيدة العذراء في لبنان قبلة للمؤمنين.
وتترافق معه نشاطات مختلفة، مثل رياضة المشي التي تخصّص لها الأندية على أنواعها طرقاً مختلفة، بين درب للسما وآخر للقمر. في مسير مماثل، يدرك الزوّار قيمة «التليفريك» الشهير الذي ينقلهم في دقائق من جونية إلى حريصا، التي يستغرق الوصول إليها أكثر من ثلاث ساعات.
في الشهر المريمي، وقبل 67 عاماً، حلّت النكبة بالفلسطينيين الذين هجّروا من وطنهم وأثبتوا على مدى عقود جدارتهم بهذا الوطن حتى عرفوا بشعب الجبارين. «بلدي» يوجّه تحية إلى فلسطين من خلال عودة إلى تاريخ أحد أبرز رموزها: الكوفية. كما يتذكر حزباً يرد ذكره في كتب تاريخ لبنان وبعض البيانات المتفرقة، هو «حزب النجادة» الذي توفي مؤسّسه في أيار 1990.
وبعيداً عن هذه التواريخ، نتتبع رحلة المدخنين مع «التّتن»، أو التبغ العربي، الذي لا يزال يجد له مستهلكين وعاشقين حتى. كما نتعرّف من سودانيين عاملين في لبنان إلى ظروف حياتهم هنا.

(بلدي)