لمناسبة الذكرى العاشرة لاتفاقية حماية الآثار المغمورة، نظّمت منظمة اليونسكو، بالتعاون مع اللجنة العالمية للمتاحف ومتحف الآثار في الجامعة الأميركية في بيروت، معرضاً فوتوغرافياً لصور آثار عثر عليها تحت المياه. ويبرز المعرض الجمال الفريد للقطع الأثرية المكتشفة في المواقع المغمورة، التي عادة ما تتكون من سفن او غواصات او حتى في بعض الأحيان من أحياء سكنية.يهدف المعرض، الذي تنقّل بين بلدان عدة، إلى إبراز أهمية تلك المواقع وضرورة حمايتها. وهو يضم ثماني عشرة صورة لمواقع أثرية تحت المياه من كافة القارات. وأضاف متحف الجامعة الأميركية إلى المجموعة سبع صور لآثار مغمورة في لبنان وتركيا. وأوضحت مديرة المتحف الدكتورة ليلى بدر أن هذه الصور «تهدف الى إلقاء الضوء على التراث المحلي، وإبراز الوجه الفينيقي للآثار المغمورة، لذلك أضيفت لوحة لسفينة فينيقية غرقت مع حمولتها، وجرى اكتشافها في موقع أولوبورن التركي، كما تبرز بقية الصور المتعلقة بلبنان العلاقة الوطيدة بين مدن الشاطئ والبحر، فأدرج ضمن الصور المقلع البحري للحجارة الرملية في جبيل (وهو يقع إلى جانب خندق ودرج محفور بالصخر)، وكانت لصور حصة في المعرض: المقالع والمرفأ الغارق والسنسول والقطع الأثرية المكتشفة قرب شاطئ المدينة».
كذلك أدرج المتحف الغواصة الفرنسية «لو سوفلور»، التي غرقت قبالة شاطئ خلدة عام 1942، والسفينة البريطانية «فيكتوريا» الغارقة قبالة شاطئ طرابلس منذ عام 1893، وسنسول ومقالع مرفأ صور، التي تعود إلى القرن الرابع ميلادي.
ولإضفاء بعض الحياة على المعرض الفوتوغرافي، عرض متحف الجامعة الأميركية بعضاً من القطع الأثرية من مجموعته المكتشفة في قاع البحر. فكانت لتماثيل آلهة الخصوبة عند الفينيقيين، التي عثر عليها في صور، مكانة خاصة، وفي خزانة ثانية، وضعت جرة نبتت عليها طحالب بحرية، إضافة الى مراسي السفن الحجرية. وأفادت بدر أن مكتشف الباخرة الغارقة أمام طرابلس كريستيان فرنسيس أسهم في المعرض بتقديم خوذة للغطس، كانت تُستعمل في بداية القرن، ومجسم للسفينة الغارقة. وقد أتت هذه القطع لتضفي على المعرض حيوية كان يفتقدها.
الصور الفوتوغرافية تبرز القطع الأثرية والمواقع حول العالم، من دون أن تعطي البحر المتوسط حصة كبيرة، فغابت الإسكندرية عن اللوحات مثلاً، علمأً بأن المقتنيات المكتشفة أمام شاطئها في العقدين الماضيين تعدّ من أهم اكتشافات القرن العشرين، لكن المعرض يعطي فكرة عن نوع الآثار المغمورة، وكيف يجري البحث عنها، ما يحث بالطبع على المطالبة بالمحافظة عليها عبر توقيع اتفاقية اليونسكو لحماية الآثار المغمورة.
المعرض الذي بدأ منذ ايام ينتهي غداً في الجامعة الأميركية، ليبدأ جولة واسعة على بقية المدن اللبنانية، للتعريف بالإرث الثقافي المغمور.