تقدّم رئيس بلدية المنصوري حسن خشاب وعدد من أهالي مزرعة بيوت السياد التابعة لها، بشكوى، أمس، أمام النيابة العامة الاستئنافية في الجنوب، ضد ابن بلدتهم رجل الأعمال علي ز. ووالده رياض، بتهمة الاعتداء على أهالي المزرعة وضربهم وتكسير محتويات قاعة حسينيتها. وجاء في التفاصيل الواردة في الشكوى، أن الحادث بدأ خلال مراسم دفن أحد أبناء البلدة، الأحد الماضي؛ إذ عندما كان علي يجلس في الصف الأمامي، وضع شخص كرسياً أمامه ليجلس عليه قارئ العزاء، فما كان منه إلا أن ركل الكرسي بقدمه قائلاً: «لا أحد يجلس أمامي»، وغادر المكان. وفي اليوم التالي، كان الأهالي يتوافدون إلى الحسينية لحضور مجلس فاتحة، ففوجئوا بسبع سيارات رباعية الدفع تحضر إلى المكان وينزل منها عدد من المسلحين بقيادة علي ووالده. ومن دون أن يتوجهوا بالحديث إلى أحد، شرعوا مباشرة بإطلاق النار في الهواء ودخلوا إلى الحسينية وبدأوا بضرب الحاضرين بأعقاب البنادق وبالأيدي والعصي وطعنهم بالسكاكين «تأديباً لهم على الإهانة» التي وجهوها إلى «المحسن الكريم» بإجلاس شخص أمامه. وأوردت الوكالة الوطنية للإعلام أن سبعة أشخاص جرحوا في الحادث، فيما أكد أحد أبناء البلدة لـ«الأخبار» أن الجرحى بلغ عددهم أكثر من عشرة، معظمهم من كبار السن، وقد عولجوا في مستشفيات صور وغادروها صباح أمس. وكانت الحسينية أمس أشبه بمسرح جريمة أو اعتداء إسرائيلي. الكراسي مكسّرة وآثار الدماء على أرض القاعة وعلى الدرج وشظايا الرصاص اخترقت السقف والجدران. ومع تقدم ساعات النهار، توجهت قوة من فصيلة القليلة لتبدأ بالتحقيق في الحادث، رغم أن خشاب كان قد «بلّغ القوى الأمنية واستخبارات الجيش بما حصل منذ وقوعه» كما أكد. إلا أن التجاوب مع البلاغ كان قوة عسكرية نصبت نقطة حراسة أمام قصر علي الواقع على الطريق العام للبلدة، بقيت منذ منتصف ليل الاثنين وانسحبت صباح أمس.
وقد طلب النائب العام الاستئنافي من المتهم الحضور لاستجوابه بما نسب إليه، إلا أنه تخلّف عن ذلك. ولفت مصدر أمني لـ«الأخبار» إلى أن «الأول قد يطلب منع سفره إن استمر بالتواري عن الأنظار». المصدر أكد أن «عشرات الاتصالات من سياسيين ونافذين وردت إلى المعنيين بالتحقيق، تطالب بتسوية الأمر وعدم اتخاذ أي إجراء قضائي بحقه»، علماً بأن رجل الأعمال هذا تربطه علاقات وثيقة بمراجع قضائية وعسكرية وأمنية وسياسية في المنطقة، فضلاً عن أنه داعم مالي لعدد من النوادي والجمعيات ورئيس فخري لناد رياضي، الأمر الذي يثير خشية أهالي المزرعة من «لفلفة الحادث لمصلحته وتحميل المسؤولية للبلطجية الذين استخدمهم، وخصوصاً أن استخبارات الجيش أوقفت يوم أمس اثنين منهم».