في هذه الفترة من السنة، تنهمك ربات المنازل بإعداد مربى الدراق والعصير و«الكومبوت»، وهو الطريقة التي استحدثنها منذ فترة، والتي يقمن من خلالها بحفظ الثمار في أوعية زجاجيّة للحفاظ على طعمها الطبيعي. تبدأ إلهام مينا بشرح طريقة مربى الدراق، فتقول «المطلوب بالدرجة الأولى إزالة القشرة عن الثمرات الناضجة وتقطيعها إلى أجزاء صغيرة، ثم إضافة مقدار كلغ من السكر لكل كلغ دراق وخلطها في وعاء معدني لمدة 24 ساعة من دون إضافة أية سوائل إليها». تترك المكونات طوال هذه الفترة، «كي يمتص الدراق محلول السكر، يصار بعدها إلى رش قليل من حبيبات حامض الليمون عليها، بمعدل ملعقة لكل 5 كلغ، وغليها على نار حامية قرابة ساعتين، وهي الفترة الكافية لتبخّر السوائل منها، ثم سكبها في أوان معدنيّة، وتعريضها لأشعة الشمس لمدة يومين».
وعن إعداد عصير الدرّاق، تشير كاتيا ساسين، إلى أن بعض ربات المنازل يفضلن إعداده بالطريقة التقليديّة، «وذلك من خلال عصر الثمرات الناضجة بواسطة العصّارة وإضافة مقدار كوب ونصف من السكر لكل كوب عصير والقليل من حبيبات حامض الليمون بمقدار نصف ملعقة صغيرة لكل 5 ليترات من العصير، بعدها يغلى على النار لمدة وجيزة لا تتجاوز الأربعين دقيقة، وتسكب مكوناته في قنان زجاجيّة، تقفل أغطيتها المعدنيّة بإحكام لمنع تسرّب الهواء اليها».
للحفاظ على طعم الدراق ونكهته الطبيعيّة خلال فصل الشتاء، تعرّف المطبخ اللبناني في السنوات العشر الأخيرة إلى «الكومبوت»، وهي كناية عن أوعية زجاجيّة تتحمّل درجة حرارة عالية، ذات أغطية معدنيّة مستديرة الحجم مزوّدة بطبقة بلاستيكيّة مخصصة لهذه الغاية، تضغط بإحكام على فتحات هذه الأوعيّة لمنع الهواء من التسرّب الى داخلها. عن هذه الطريقة، تتحدث ريتا الحكيم، فتلفت إلى أن «حبّة الدراق يجب أن تكون في المراحل الأولى من نضجها، أي فجّة وفقاً للتعبير القروي، وبعد إزالة القشرة، تقطع الثمرة الى أجزاء متوسطة الحجم، تضاف اليها كميّة من السكر، بمعدل 3 كلغ لكل 5 كلغ دراق، وملعقتان من حبيبات حامض الليمون، ثم تعبأ في الأوعية الزجاجية الخاصة، مع إضافة كمية مياه حتى تغمر قطع الدرّاق كلياً». بعد ذلك «توضع هذه الأوعية مع محتوياتها على نار خفيفة لمدة ربع ساعة، يلي ذلك مباشرة إحكام أغطيتها قبل أن تفقد حرارتها، ويستحسن هنا قلب الأوعية لإتمام عملية الضغط، من خلال تمدد طبقة الغطاء البلاستيكيّة، على نحو لا يسمح بتسرّب الهواء الى الداخل».