قضى ثلاثة شبان، هم زكريا الحمراوي (24 عاماً)، خالد الهواري (21 عاماً)، وعلي العانوتي (21 عاماً) «اختناقاً» داخل غرفة مقفلة، في بلدة بر الياس البقاعية. إثر شيوع نبأ وفاة الشبان، كثرت الشائعات والتأويلات بشأن أسباب الحادث، وقال البعض إن الشبان تناولوا جرعات زائدة من المخدرات. التحقيقات التي أجرتها القوى الأمنية تنفي هذه الفرضية نفياً قاطعاً، وقد يرجّح مسؤولون أمنيون أن يكون سبب الوفاة هو أن الشبان الثلاثة أمضوا الليلة في تدخين النارجيلة «وفي وسط الغرفة منقل فحم مشتعل، فيما الأبواب والشبابيك موصدة». فقد ورد في التفاصيل، حسب رواية أهالي الشبان لـ«الأخبار»، أنهم تعودوا منذ طفولتهم أن يمضوا سهرة ليلة عطلة يوم الأحد معاً في منزل أي منهم، فكان خيارهم أن يسهروا في إحدى غرف شقة علي العانوتي غير المنجزة بعد في حي المكاوي شمال بلدة بر الياس البقاعية، ليلة الأحد الفائت.
عند التاسعة صباحاً حضر محمد العانوتي، والد أحدهم إلى الشقة. ظن أنهم نيام، أخرج النراجيل ومنقل الفحم من الغرفة، ثم دخل ليوقظ الشبان، ففوجئ بأنهم لا يأتون بأية حركة. اتصل الجيران بالقوى الأمنية التي حضرت على الفور إلى مكان الحادثة، واتصلت بالشرطة العسكرية في الجيش اللبناني، باعتبار أن أحد الشباب المتوفين جندي في الجيش. على الأثر، حضر عناصر الشرطة العسكرية وعملوا على رفع الأدلة والبصمات، وحضر الطبيب الشرعي وعاين الجثث، وبعدها نُقلت إلى مستشفى الهراوي الحكومي.
مصدر طبي قال إن معاينة الجثث تؤكد أن سبب الوفاة هو اختناق ناجم عن تنشق ثاني «أوكسيد الكربون» الذي يحدثه الفحم المشتعل ودخان النارجيلة داخل غرفة صغيرة مقفلة الشبابيك والأبواب، ما كان سبباً لاحتراق الأوكسيجين، وأثناء النوم تنشق الشبان ثاني أوكسيد الكربون، ما أدى إلى وفاتهم.