لم تأتِ الاحتجاجات التي رافقت تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العامة المغلقة بأي جديد. نزل بعض المحتجين من أصحاب المقاهي والمطاعم إلى الشارع وتسببوا بزحمة سير لفترة قصيرة. وعلى ما يبدو، الأمر انتهى عند هذا الحد، رغم التغطية الإعلامية للقنوات التلفزيونية «المسؤولة»، التي بذلت جهدها لتأجيج الاحتجاجات حرصاً على حرية الرأي والإعلام وحق المواطنين في معرفة ما يجري في البلد، طبعاً.
ومن اللافت أن هذه القنوات نفسها هي التي عملت على نحو «مهني» و«مسؤول» في تغطية قضية المخطوفين. لكن، هنا ينتهي الشبه بين الحالتين، إذ لم تنقل عدسات الكاميرات المغامرة والشجاعة أي مشهد حماسي مثل حرق الإطارات وقطع الطرق، ولم يتحرك أي جناح عسكري لخطف أعضاء الجمعيات الأهلية التي كانت لها حصة الأسد (يا له من تشبيه هذه الأيام) في إيصال البلد إلى هذه الحالة. وبهذا التطبيق اليتيم لقانون جديد، دخل لبنان نادي البلدان التي تحظر التدخين في الأماكن العامة المغلقة، على رأسها البلدان السياحية الأوروبية. وقد تأقلم رواد المطاعم والمقاهي في أوروبا مع هذا الواقع، حيث تراهم أحياناً يقفون عند باب المطعم لتدخين سيجارة تحت المطر وفي البرد. يمكن حل مشكلة السيجارة بهذه الطريقة في لبنان، لكن ماذا عن النارجيلة التي باتت جزءاً لا يتجزأ من التراث العربي رغم أعجمية اسمها. هل يحق للدولة كبت من يتلذذ بصناعة فقاعات في قمقم والاستماع إليها والاستمتاع بها في غرف زجاجية مغلقة توفر له الخصوصية، التي كان فرويد سيكتب عنها أطروحات لو عاش في عصرنا؟ كيف سيتعامل اللبناني المبدع مع هذا الواقع الجديد؟ هل سنشاهد ولادة ابتكار قانوني جديد على نسق طابق المر؟ هناك العديد من الأفكار والتصاميم يتبادلها المدخنون الرقميون للنارجيلة على الإنترنت، لكنها لا تزال في مرحلة التصميم. لذا، ابقوا معنا لننقل إليكم آخر التطورات في هذا الملف الساخن.