المعلومات الآتية من سوريا تشير إلى وضع أمني خطير يهدّد البلد. وقد يبدو التساؤل عن حال المتاحف ومخازنها بغير مكانه، وخصوصاً أن الآثار والمتاحف عادة ما تعدّ من الكماليات، لا تعيش وتنتج إلا في أوقات السلم والازدهار. لكن التجارب أكدت أن هذه «الكماليات» لا يمكن إنعاشها في حال السلم إلا إذا حوفظ عليها في أوقات الحروب. المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا أكدت أكثر من مرة مخاوفها على متاحف المحافظات، كذلك أشارت بعض التقارير الواردة من سوريا إلى عملية نقل للقطع الأثرية الصغيرة الثمينة من المتاحف إلى مخازن البنك المركزي السوري. لكن ما هو مصير التحف الكبيرة المعروضة داخل القاعات أو في حدائق المتاحف التي تزخر بالقطع الحجرية مثل متحفي دمشق وحلب؟ ومخازن المتاحف التي تحوي مئات آلاف القطع، والكثير الكثير منها لم يدخل حتى في اللوائح التفصيلية التي تسمح لاحقاً للدولة المطالبة باستردادها إذا ما طرحت في السوق العالمية. تزخر مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة «اليوتيوب»، بمقاطع من شرائط الفيديو التي تبرز عمليات التخريب والسرقة للآثار، سواء في المواقع أو في ما يدعون أنها مخازن المتاحف. شرائط الفيديو صورت بنحو غير محترف وتحاول إبراز الوجه المخرب إما للسلطات أو لقوى المعارضة.
من المؤكد أن المسؤولين عن المتاحف قد اتخذوا الإجراءات لحمايتها، لكن لم يُصرَّح عنها، ولم تطلب السلطات الدعم من المنظمات الدولية. وكلّ الدول التي عرفت فترات الحروب تشهد لشخصيات عملت بشكل بطولي على إنقاذ آثارها ومتاحفها، لكن ذلك مبادرة فردية غير مضمونة أو ممنهجة.