خُتم مقهى «التايغا » في منطقة البترون بالشمع الأحمر قبل أيام بعدما ضبطت القوى الأمنية داخله ستة كيلوغرامات من المواد المخدرة الممنوعة، لكنّ إقفال المقهى لم يدم طويلاً، فقد أُزيل الشمع الأحمر بعد ثلاثة أيام ليعاود المقهى استقبال زبائنه على نحو طبيعي، بعدما بيّنت التحقيقات أن لا علاقة لمالك المقهى بالمتورّطين.
وعلمت «الأخبار » أن «الشيف» الموقوف هو الرأس المدبّر لعملية بيع المواد المخدرة المضبوطة، إذ تبيّن أن والده يمضي محكومية في سجن رومية المركزي بجرم الترويج والاتجار بالمخدرات. وذكرت المعلومات أن المواد المخدّرة كانت في منزل الأخير الذي قرّر أن يبيعها. فاقترح على زميله في العمل، وهو نادل يدعى أيمن (22 عاماً)، يعمل معه منذ نحو سنة تقريباً، أن يساعده على بيعها مقابل الحصول على «كومسيون». وافق الأخير فبدأ البحث عن زبون. وخلال البحث، وصلت المعلومة إلى مكتب المخدرات المركزي في الشمال الذي يرأسه المقدم حسين العلي. وبنتيجة المتابعة والاستقصاءات، دُفع أحد «عملاء المكتب» للتقدّم للعمل في المقهى كنادل، في محاولة للتقرّب من التاجر الرئيسي. وبعد شهر على توظيفه في المقهى، تمكّن العميل من إقناعهما بأن لديه زبوناً مهتم بشراء البضاعة. وبالفعل، أحضر العميل عنصراً من مكتب المخدرات انتحل صفة الزبون. وأشارت المعلومات إلى أن الصفقة جرت خارج المقهى، لكن بما أنّ المشتبه فيهما كانا فيه قبل خروجهما منه وجب إقفاله. في المقابل، ذكرت معلومات أخرى أن الصفقة جرت داخل المقهى، لكن عدم وجود ما يُثبت تورّط مالكيه في ما جرى ساعد على إعادة افتتاحه بعد ثلاثة أيام. وعلمت «الأخبار» أن مالك المقهى «كان موجوداً في العراق خلال دهم محلّه»، لكنه عاد فور علمه بإغلاق المقهى، علماً أنه يملك سلسلة ملاه ليلية في عدد من المناطق اللبنانية. في موازاة ذلك، ذكر مسؤول أمني لـ «الأخبار » أن العملية جاءت نتيجة توافر معلومات عن وجود أشخاص ينوون ترويج مواد ممنوعة في المقهى. وأشار إلى أن القوى الأمنية نفّذت عملية رصد ومتابعة، ثم عمدت إلى استدراج المشتبه فيهم. وقال المسؤول إنه لا صحة لما جرى تداوله عن أن المادة المضبوطة كوكايين، مشيراً إلى أن التوصيف الذي اعتمد هو أنها بودرة بيضاء مخدرة مجهولة النوع. في المقابل، ذكرت معلومات أخرى أن المادة المضبوطة هي الإفيدرين التي تدخل في تصنيع حبوب «الإكستاسي» المحظورة. ولا تزال التحقيقات جارية لمعرفة ملابسات الحادثة.
وأصدرت شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي بياناً أوضحت فيه ملابسات العملية، فذكرت أن معلومات توافرت عن قيام أشخاص ببيع وتصريف مواد مخدرة تدخل في صناعة المخدرات. وبنتيجتها تمكن المكتب من توقيف كل من أ. ق. (مواليد 1990)، و. ش. ( مواليد 1989) وضبط داخل خزانة ملابسه نحو ستة كلغ من البودرة البيضاء موضبة على الشكل التالي: 32 قطعة اسطوانية على شكل قسطل مغلفة بعدة طبقات من النايلون بطول 25 سنتم تزن نحو 150 غراماً.