شهدت أحداث العنف الأخيرة في مصر إحراق المجمع العلمي وإتلاف مقتنياته، ما دفع بعلماء وأثريين مصريين الى مناشدة المجلس العسكري الحاكم وضع خطط عاجلة لوقف ما سمّوه «مسلسل إهدار ثروات مصر العلمية والأثرية». فقد أضرمت النيران في المجمع العلمي خلال الأحداث التي شهدتها القاهرة الشهر الماضي، ويتنافس الجيش والنشطاء في إلقاء التهم بعضهم على بعض في حرق المجمع، لكن المؤكد أن تقاعساً حصل في إخماد الحريق الذي دام سبع ساعات قبل وصول فرق الإطفاء إليه، علماً بأن مركز الإطفاء لا يبعد أكثر من 500 متر عن المركز. وكان المجمع العلمي يحوي 190 ألف مجلد، وما تم إنقاذه ونقله إلى دار الكتب هو قرابة أربعين ألف مجلد، منها عشرون ألفاً بحالة جيدة، والباقي إما شبه محترق أو مبلل. لكن البحث بين الركام لا يزال جارياً وقد تم العثور على ثمانية أجزاء من كتاب «وصف مصر» الذي وضعه علماء فرنسيون رافقوا الحملة الفرنسية على مصر في القرن الثامن عشر.وكشفت مصادر مصرية عن تعرض مبنى المجمع العلمي للسرقة قبل الحرق، مع التحديد بأن ما سرق هو عبارة عن خرائط تمس أمن مصر القومي. فيما اتهم الأمين العام للمجمع العلمي المصري محمد الشرنوبي باعة الكتب القديمة بسرقة كتب قيّمة من المجمع بهدف بيعها في السوق العالمية لتجارة الكتب النادرة، ما دفع مصر الى إبلاغ الشرطة الدولية «الأنتربول» للمساعدة في الكشف عن الكتب في حال تهريبها خارج البلاد. وتضم مكتبة المجمع مخطوطات وأطالس نادرة، أهمها عن مصر الدنيا والعليا مكتوب عام 1752، وأطلس ألماني عن مصر وإثيوبيا يعود إلى عام 1842، وكانت مصر قد أنجزت أرشفة هذه الكتب رقمياً.