رامي زريقإنها بداية عام جديد. العام الثاني بعد ولادة غزة من رحم الذين قاوموا وصمدوا أمام الرصاص الإسرائيلي المصهور. نستغل في أسرة «بدائل» هذه الفرصة لتجديد تعهداتنا وتحديد أهدافنا للعام المقبل. سنواصل، خلال السنة الآتية، اهتمامنا بقضايا الغذاء والزراعة ومكافحة الفقر، وخاصة في الأرياف، والسعي إلى تسليط الأضواء على التجارب التي نجحت، ولو جزئياً، في تحسين العيش في المجتمعات والمناطق المهمشة. كذلك فإننا سنثابر في ربطنا هذه القضايا بالتحاليل الاقتصادية والسياسية. فعملنا هو بالدرجة الأولى سياسي، يسعى إلى تغيير الوضع الراهن وإلى بناء مجتمع عادل. لذلك، سنكثّف تسليطنا الأضواء على واقع المهمشين ضمن المهمشين، وفي حالتنا، نعني صغار المزارعين والعمال الزراعيين الذين يعيشون ويعملون، وخاصة النساء منهم، في ظل فراغ قانوني وتنظيمي لحياتهم ولظروف عملهم، ما يجعلهم فريسة سهلة للمستغلين على أشكالهم. أما على الصعيد السياسي الإقليمي، فستبقى فلسطين قضيتنا النضالية الأساسية، وسنكثّف تغطيتنا لدعوات وإنجازات المقاطعة بشتى أشكالها الثقافية والأكاديمية، وخاصة الاقتصادية. ونحن في لبنان، رغم وجود قانون للمقاطعة، نتعرّض يومياً لمحاولات تطبيعية تشرعن وجود العدو الصهيوني وتفتح المجال لتسلله إلى وعينا اليومي من خلال تحويله من كيان عدواني دخيل إلى جار محايد. وقد تراجعت الدولة اللبنانية عن أجزاء أساسية من قانون المقاطعة الذي لم يعد يشمل بعض الشركات التي تموّل الاقتصاد الإسرائيلي، فأصبحنا نجد منتَجاتها اليوم في المتاجر المنتشرة من الجنوب إلى الضاحية حتى الشمال. فمقاطعة منتَجات هذه الشركات أمر مهمّ، أولاً لأنه جزء أساسي من المقاومة والنضال، وثانياً لأنه سيدعّم البدائل الوطنية.