عمر نشابةلعلّ أبرز ردود الفعل على الحادث الأمني الذي وقع في ضاحية بيروت الجنوبية ليل السبت الفائت كلام حذّر من "خطورة وجود مركز لحركة حماس في الضاحية الجنوبية لبيروت لجهة تأثير ذلك في وضع لبنان الدولي والإقليمي».
قد يذكّر هذا التحذير بتصريحات مماثلة استهدفت منظمة التحرير الفلسطينية أواخر ستينيات ومطلع سبعينيات القرن الماضي. لذا قد يكون مفيداً التذكير بالآتي:
ـــ أن العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمرّ عبر القنابل العنقودية المنتشرة في الحقول والبساتين والخروق الجوية المتكرّرة للأجواء اللبنانية، والاحتلال المتمادي لتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، وعلى طول الخطّ الأزرق، وتمديد إخفاء العدو لمحمد الفران ويحيى سكاف وعبد الله عليان وغيرهم من المواطنين اللبنانيين
ـــ اختلط عرق الفلسطينيّين باللبنانيين المدافعين عن عاصمتهم بوجه الغزو الإسرائيلي وحلفائه عام 1982. كذلك اختلطت دماء شهداء مجزرة صبرا وشاتيلا اللبنانيّين والفلسطينيّين.وعجزت المحاولات الداخلية والإقليمية والدولية عن فكّ ارتباط قوى الشعبين المقاومة. إذ لم تنجح الاعتداءات على المخيمات ولا تدميرها وتجويعها ومحاصرتها، ولا التوترات بين الفصائل الفلسطينية، ولا كلّ الانقسامات في تحقيق أهداف إسرائيل المتمحورة حول القضاء على المقاومة وإضعافها.
ـــ أن لا مركزية مقاومة إسرائيل ضرورية، لكن لا بدّ من التواصل والتعاون والتنسيق بين حزب الله والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وحركة حماس ومنظمة الجهاد الإسلامي والجناح المقاوم في حركة تحرير فلسطين ـــــ فتح، والأحزاب والقوى الوطنية اللبنانية.
ـــ أن شعار مقاومة العدو الإسرائيلي هذا العام، كما في كلّ عام كان ولا يزال «يا قدس إنّا قادمون»، وما زالت مجسّمات قبّة الصخرة مرفوعة في الساحات العامة في القرى والبلدات اللبنانية. كما أن صندوق دعم المقاومة (هيئة دعم المقاومة) صنع على شكل القبّة الذهبية المقدّسة.
من جوف أرض الضاحية الجنوبية لبيروت تحوّلت البقايا الحديدية للقنابل الإسرائيلية إلى أسمدة تغذّي سنبلة تلاحم المقاومة ... من تلال كفرشوبا إلى غزة إلى نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسّط.