كامل جابرلم تجد شقيقات علي أحمد جابر، التسع، غير عبارات «الدعاء» لتوديعه الأخير قبل مواراته في جبانة النبطية؛ حسن الشقيق الوحيد لعلي، والدته وشقيقاته وأولادهم جميعاً، استقبلوا جثمانه لمدة خمس دقائق في بيت العائلة، في حي التعمير، بالزغردة ونثر الورود والأرز وعانقوا النعش الذي لم يفتح، وسط الصراخ والعويل، ثم ودّعوه بالمثل: «الله معك ياخيّ، الله معك يا حنون ويا محب ويا هَني». جثمان علي جابر وصل من بيروت إلى المدينة قرابة الثانية عشرة ظهراً في موكب سيّار تتقدمه دراجات قوى الأمن الداخلي وعدد من سياراتهم، وسيارات الإسعاف التابعة لجمعيات النبطية. الموكب طاف في طرقات المدينة، ثم باتجاه دارة علي، في حي الرويس، بين النبطية والنبطية الفوقا، حيث سجي النعش مدة خمس دقائق، ثم عودة إلى منزل ذويه، حيث استقبله الأهل والأقارب والمشيّعون من أبناء المدينة وجوارها، وقدمت له ثلة من قوى الأمن الداخلي السلاح، وعزفت أخرى نشيد الموتى بحضور النائب ياسين جابر ممثلاً الرؤساء الثلاثة وممثل المدير العام لقوى الأمن الداخلي، قائد سرية درك النبطية العقيد علي هزيمة على رأس وفد مثّل المديرية العامة، ومسؤولين من حزب الله وحركة أمل.
بعدها حُمل النعش على الأكف وشيّع في موكب مهيب تقدمته أكاليل زهر من رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري. ولحظة وصول مسيرة التشييع إلى ساحة الوسط التجاري انضم إليها إمام مدينة النبطية الشيخ عبد الحسين صادق والنائب هاني قبيسي.
في النادي الحسيني لمدينة النبطية، جرت مراسم تشييع رسمية: تحية السلاح، نشيد الموتى، ثم أمّ الشيخ صادق الصلاة على الجثمان قبل مواراته في جبانة النبطية.
النائب ياسين جابر نقل تعازي الرؤساء الى ذوي الضحية علي جابر، وقال: «اليوم شيّعنا علي جابر في النبطية، وأمس ضحيتين في زبدين، وننتظر أن تتكلل المساعي والجهود التي يقوم بها أركان الدولة وفرق الإنقاذ لانتشال كل الجثث من البحر، بغية تسليمها لذويها من أجل دفنها في بلداتها سواء في النبطية أو في المناطق الاخرى».
أضاف: «نتمنى ويتمنى الأهالي أنه بواسطة التقنيات الجديدة التي بدأت الدولة باستخدامها، سيتم انتشال المزيد من الجثث، وأن يفتح تحقيق شفاف بهذه الحادثة المروّعة التي أدمت قلوب اللبنانيين جميعاً، بهدف معرفة الأسباب التي أدّت إلى سقوط الطائرة. وندعو إلى الابتعاد عن التكهنات والتأويلات وترك الامر للتحقيق الذي تقوم به الدولة بإشراف الرؤساء الثلاثة الذين أصيبوا بجراح مؤلمة جراء هذه الكارثة».