تسيّر شركة طيران الشرق الاوسط ثلاث رحلات أسبوعياً إلى أفريقيا. لكنها لا تحطّ سوى في الدول التي فيها جاليات لبنانية كبيرة. أما دول الاغتراب الأخرى التي كان ضحايا الطائرة متوجّهين إليها عبر إثيوبيا، فـ«الله بيدبّرهم»
قاسم س. قاسم
لماذا اختار ضحايا الطائرة الإثيوبية من اللبنانيين هذه الخطوط الجوية من دون غيرها؟ قد يخيّل للبعض أنهم كانوا متوجّهين إلى أديس أبابا. هذا صحيح، فهم كانوا سيحطّون فيها إجبارياً، ليتوجّهوا إلى دول لا تصل إليها رحلات طيران مباشرة. ويفضّل اللبنانيون، الذين كانوا أغلبية ركاب الطائرة الإثيوبية، طيران بلادهم للتنقل، لكن عدم وجود رحلة للطيران الوطني إلى هناك قد يوحي بأن الجالية اللبنانية هناك غير ذات شأن، عكس جالية ساحل العاج التي تصل إليها ثلاث طائرات أسبوعياً لتكمل منها إلى غانا أو نيجيريا. لذلك، يفضّل اللبنانيون الطيران الإثيوبي من دون الشركات الأخرى التي تسيّر رحلات إلى أفريقيا كالخطوط الإماراتية، المغربية، الجزائرية، التونسية، أو حتى الفرنسية، لأسباب عدة، كما يقول مدير العمليات في الشركة العالمية للسياحة والسفر علي سرور.
أولاً: سعر تذكرة الطائرة على متن الخطوط الإثيوبية أرخص من باقي الشركات المنافسة، إذ يبلغ معدل السعر بين 925 وألف دولار، الخدمات على متنها مقبولة، كما أن الانتظار في مطار أديس أبابا لا يطول أكثر من 45 دقيقة، لينتقل الركاب منها إلى البلاد الأبعد التي يقصدونها.
ثانياً: تغطي الخطوط الإثيوبية أغلب البلاد التي تقع غرب وجنوب غرب القارة الأفريقية عكس باقي الشركات المنافسة. إذ تذهب الطائرات الإثيوبية إلى داكا، أكرا، أبيدجان، كوناكري، لاغوس، كانو، ليبرفيل، برازافيل، كنشاسا، أنغولا. أما بالنسبة إلى شركة طيران الشرق الأوسط فسعر تذكرتها 1.016 دولاراً وتغطي أكرا، ساحل العاج، وكانو ولاغوس في نيجيريا فقط، أي حيث يوجد العدد الأكبر من الجالية اللبنانية في أفريقيا. أما الخطوط الجوية الإماراتية فتبلغ تكلفة تذكرتها 1640 دولاراً، وهناك فترة انتظار ترانزيت في مطار دبي لمدة 8 ساعات قبل إقلاعها في اتجاه أفريقيا». ويقول سرور إن شركة الطيران الفرنسية تغطي أغلب الدول الأفريقية، إلا أن «المشكلة التي يواجهها اللبنانيون هي رفضها استقبال الشبان ما بين 25 و30 عاماً بسبب خوف الشركة من هرب هؤلاء وطلبهم اللجوء في مطار شارل ديغول من جهة، وسعر التذكرة المرتفع الذي يبلغ 1600 دولار أميركي من جهة أخرى». أما المنافس الوحيد للخطوط الجوية الإثيوبية على صعيد القارة الأفريقية فهو الخطوط الملكية المغربية التي لا يفضّلها اللبنانيون لأنها تبقى في كازابلانكا في بعض الأحيان ليلة، وتعتمد سياسة «اوفر بوكد»، أي حجز فائض عن مقاعدها، ثم تلغي الحجوزات. لا شك في أن هذه التفاصيل كلها كانت في بال الدولة اللبنانية حين تذكرت، بعد سقوط الطائرة الإثيوبية، أنه كان في أدراجها دراسة لضرورة زيادة عدد الرحلات والوجهات من لبنان

4 رحلات يومياً إلى باريس، أما أنغولا فلا طيران إليها
إلى القارة السوداء، بحسب ما صرح وزير النقل غازي العريضي. فلماذا هناك أربع طائرات إلى باريس يومياً، فيما وجهة مثل أنغولا لا تتوجّه إليها أية طائرة؟ ألا يدفع الركاب ثمن مقاعدهم إلى أنغولا؟ توجّه الأهالي باللوم إلى شركتهم الوطنية. الحكومة وعدت بدراسة هذه المطالب. وفي الانتظار يؤكد سرور أن «خطوط الميدل إيست في أفريقيا رابحة للشركة»، معتبراً أنه «لتستطيع الشركة تغطية مكان انتشار اللبنانيين في الدول التي لا تصل إليها رحلاتها في أفريقيا، فهي بحاجة إلى خمس طائرات تقريباً». يقول: «إذا لم يكن هناك عدد كاف من الركاب يمكن الشركة أن تلغي الرحلة بأسوأ الأحوال»، مضيفاً: «لكن أعتقد أن الشركة ستحقق أرباحاً، وخصوصاً أن الطائرة الإثيوبية كان على متنها 90 راكباً خارج الموسم». وقال سرور إن «هناك بعض اللبنانيين الذين يسافرون براً من تشاد إلى نيجيريا لمجرد المجيء على متن طائرات الشرق الأوسط التي أصبح لديها اسمها من ضمن الشركات العالمية، مفضّلين ذلك على السفر على متن طائرات الشركات الخاصة، مثل طائرة كوتونو».