فقد ليل أول من أمس الشيخ محمد عبد الفتاح المجذوب من بلدة مجدل عنجر، وعُثر على سيارته وعمامته، ما فتح أبواب التساؤلات عن مصيره وأسرار «اختطافه» أو اختفائه المفاجئ
عفيف دياب
شُغلت الأوساط الأمنية والسياسية في البقاع طيلة يوم أمس بخبر اختفاء الشيح محمد المجذوب، إمام مسجد الإمام الرفاعي في حي معمل السكر، في أطراف بلدة مجدل عنجر الغربية. فقبيل منتصف ليل أول من أمس فقد الاتصال بالشيخ الذي كان قد هاتف والده الشيخ عبد الفتاح قبل لحظات من اختفائه، قائلاً له إن هناك من يحاول اختطافه، وذلك وفق ما نقل عن الوالد الذي قال «الاتصال بابني قطع فوراً بعد أن أبلغني أن هناك من يحاول اختطافه». إبلاغ الشيخ المفقود أو المخطوف لوالده تعرّضه لمحاولة اختطاف من مجهولين، كان الخيط الأول الذي انطلقت منه الأجهزة الأمنية في تحقيقاتها لجلاء ملابسات العملية «الغامضة» والمثيرة للجدل والنقاش، السياسي والأمني. فالشيخ المجذوب، المتخرّج من «أزهر البقاع» كان يثير الكثير من الأسئلة عن مواقفه السياسية الحادة التي تنتقد سياسات تيار «المستقبل» والوزير الأسبق عبد الرحيم مراد وحزب الله على حد سواء ومن ثم زيارتهم والتواصل معهم لاحقاً، وهو من الأشخاص الذين أقدموا فعلاً وقولاً على المساهمة في عملية قطع طريق المصنع الدولية إثر أحداث 7 أيار 2008، وكان خطيباً وإماماً لمسجد في بلدة كامد اللوز في البقاع الغربي قبل أن يغادر البلدة إثر تمنّي الأهالي الذين انزعجوا من خطاباته «النارية» ضد معظم الأطراف السياسية، موالاة أو معارضة، وتولّي الإمامة في مسجد في حي معمل السكر حيث يقطن مع عائلته وأفراد من أسرته في أبنية شيدت سابقاً في «مشاع الدولة».
وفي معلومات أمنية خاصة بـ«الأخبار» أن الشيخ المختطف أو المفقود و«المتشدد في مواقفه السياسية» كانت قد تعرضت سيارته في تشرين الأول الماضي لإلقاء قنبلة دخانية من قبل شخص مجهول إثر خروج الشيخ من مسجده في حي معمل السكر. وأضافت المعلومات الأمنية أن المجذوب كان يبلغ المقرّبين منه أنه تلقّى أكثر من مرة «اتصالات هاتفية تحمل طابع تهديدات على هاتفيه النقّالين، حيث عثرنا على الهاتف الذي أجرى آخر مكاملة منه، فيما لم نعثر على الآخر». وتتابع المعلومات الأمنية أن المجذوب كان متوجهاً إلى منزله في حي معمل السكر حيث وجدت سيارته المرسيدس ومحركها شغال، وعلى مسافة قريبة منها «وجدنا عمامته». وأكد مسؤول أمني أن كل أجهزة الدولة، الأمنية والقضائية، «تعمل على مختلف المستويات في كل الاتجاهات لكشف ملابسات اختطاف، أو اختفاء، الشيخ محمد ومعرفة مصيره». وأعلن لـ«الأخبار» أن

المجذوب تلقّى أكثر من مرة «اتصالات هاتفية تحمل طابع تهديدات
القضية «أمنية من وجهة نظرنا». ودعت هذه المصادر إلى «عدم تسييس الموضوع وإثارة بلبلة في الأوساط الشعبية». وفي معلومات خاصة بـ«الأخبار» أن الشيخ المجذوب كان يجري خلال الفترة الماضية اتصالات سياسية مع قادة في المعارضة السابقة، وعلى رأسهم الوزير الأسبق وئام وهاب بهدف إعادة «وصل ما انقطع مع دمشق، ورفع الحظر عن دخوله إلى الأراضي السورية». اختطاف، أو اختفاء، الشيخ محمد المجذوب أثار موجة من البلبلة في بلدته مجدل عنجر، وقد نقل مراسل «الأخبار» في البقاع الغربي أسامة القادري أن عدداً من الأهالي تجمهروا قرب طريق المصنع الدولية في محاولة لقطعها، ولكنّ تدخل الجيش اللبناني الحازم واتصالاته مع فعاليات المجدل أدت إلى إلغاء هذه الفكرة، والاكتفاء بتأليف لجنة متابعة من مشايخ البلدة ورئيس بلديتها ومخاتيرها بهدف «ضبط» الشارع، وعدم الأخذ بالشائعات الهادفة إلى إحداث تحريضات مذهبية وطائفية. وأجمع الأهالي على ضرورة منح الأجهزة الأمنية الوقت اللازم لمعرفة مصير الشيخ».
المفتي محمد رشيد قباني التقى وفداً من البلدة، والنائب أحمد فتفت أعلن أن المجذوب غير موجود في لبنان. واستنكرت «الجماعة الإسلامية» في البقاع عملية «اختطافه»