زينب صالحتمثّل مراكز مختبر سحب الدم والعلاج الفيزيائي والعناية بالأم والطفل المفتتحة حديثاً في كلية الصحة العامة في الحدث مكاناً لتدريب طلاب الكلية بدل تشتّتهم بين عدد من المستشفيات خارج الحرم، بينما تقدم خدماتها إلى المواطنين بأسعار لا تغطّي سوى الكلفة.
«للمراكز هدفان رئيسيّان»، تقول الدكتورة فاتنة سليمان، مديرة كلية الصحة العامة في الحدث، والمديرة المشرفة على مراكزها الثلاثة، مضيفة «نهدف إلى مساعدة المواطنين على الاستشفاء في ظل الحالة الاقتصادية الصعبة التي يعيشها معظمهم. فنحن نقدم الخدمات الممتازة التي لا يقدمها أيّ مركز آخر، مقابل مبالغ رمزية لا تغطي سوى الكلفة، كما نسعى إلى توفير مراكز تدريب لطلابنا الذين لا يملكون مركزاً معيناً للتدريب كزملائهم من الجامعات الخاصة، هذه المراكز توفّر عليهم عناء التنقّل ومصاريفه». وتشرح سليمان أنه في المراكز الثلاثة، يوجد طبيب مجاز من كلية الطب العام، إضافةً إلى مساعدين لا تقل خبرتهم عن 15 عاماً، مع طلاب الكلية الذين أنهوا مرحلة الدراسة، وبدأوا مرحلة التدريب. أما عن التجهيزات المتوافرة، فهي «من أحدث التجهيزات التي قد لا تتوافر في مركز آخر، وقد تلقيناها من مؤسسة الوليد بن طلال وغيرها من المؤسسات الخيرية، التي أمدّتنا بالهبات والتبرعات، كما أننا سنقوم لاحقاً بافتتاح مركز علاج انشغالي يهدف إلى تهيئة وضع مناسب لذوي الحاجات الخاصة في بيوتهم ومحيطهم بهدف دمجهم في المجتمعات التي يعيشون فيها. وهذا المركز سيكون الأول في لبنان والثاني في العالم العربي بعد مركز الأردن». يفتح مركز سحب الدم أبوابه من الساعة السابعة والنصف حتى الساعة الـ10 والنصف صباحاً وتجرى فيه التحاليل

يوفر علينا المركز كلفة ارتياد مراكز أخرى لأنه ضمن الجامعة
بإشراف الطبيب المجاز، بينما يستمر دوام مركز العلاج الفيزيائي من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة 2 بعد الظهر. وتتألف هذه المراكز من قاعة كبيرة تضم التجهيزات المطلوبة.
وتقول فاطمة، سنة رابعة علاج فيزيائي، «أتدرب 4 ساعات في النهار، أتعلم استخدام الماكينات والآلات وأطبّق التقنيات والمبادئ العلاجية التي تعلّمتها في السنوات الماضية»، تضيف: «يوفر علينا المركز كلفة الذهاب إلى مراكز أُخرى، فهو ضمن الجامعة». أمّا علي، زميلها، فيقول «حسنة هذا المركز بالذات دون غيره أنّ أساتذتنا هم من يشرفون على تدريبنا، إضافةً إلى أن هذا المركز يحتوي على آلات ومعدّات لا يحويها أيّ مركز آخر». للأم وطفلها اهتمام كبير من جانب مركز العناية بالأم والطفل الذي يوفر عناية سريرية للمرأة الحامل، يقدّم إليها نصائح وإرشادات تتعلق بالحمل والرضاعة والاهتمام بطفلها بعد الولادة، ويوفر وسائل منع الحمل وفحوص الزجاجة وغيرها. جميع هذه الأمور تمثّل مكان تدريب ملائماً لطلاب الكلية، الذين يعاينون عن كثب ما تعلّموه في سنواتهم الماضية، ما يشعرهم باهتمام إدارة الجامعة بهم مما يولّد الإحساس بالمساواة بينهم وبين طلاب الجامعات الأخرى. لكن الإعلان غير الكافي عن هذه المراكز للمواطنين يبقى العامل الحائل دون إفادتهم منها.