محمد محسنأمس، لم تثمر جهود المنقذين ومعداتهم المتطورة والمتواضعة، إلا في سحب بعض أشلاء المفقودين. هكذا، وباستثناء دورة المياة العائدة إلى الطائرة الإثيوبية المنكوبة وثلاثة مقاعد منها وقسم من جانحها الأيسر، لم يخرج من البحر ما يؤمّل باقتراب العثور على المفقودين كافة.
عملانياً، تابعت وزارة الدفاع عملها الذي بدأت به منذ تحطّم الطائرة. فإضافة إلى زيارة الوزير الياس المر الميدانية لقاعدة بيروت البحرية، أنهى الجيش اللبناني، ظهر أمس، تفتيش السطح المائي لمكان وقوع الطائرة، بعد توزيع مساحته على أربع سفن (أميركية، يونيفيل، سفينة مدنية قبرصية اسمها ocean alert). وبحسب مصادر في الوزارة، انتشر ضباط البحرية اللبنانية على هذه السفن، فيما انتشرت مجموعة من مغاوير البحر على متن السفينة القبرصية. وبعد مسح السطح، استعانت السفن بجهاز «السونار» لتفتيش قعر البحر. كذلك تولّت غرفة العمليات البحرية تنسيق عمل السفن المشاركة. أما طرّادات القوة البحرية، ففتشت المسطح المائي، بعد توسيعه شمالاً وجنوباً، فيما تولى فوج مغاوير البحر سبر الشاطئ عبر زوارقه وغطّاسيه. وشاركت القوات البرية في عملية المسح، إذ تمركزت وحداتها على طول الشاطئ اللبناني «ضمن عملية مسح فوق الماء وتحته». وعن النتائج؟ ثمة شقان، إنساني وتقني. في الشق الأول، لم يعثر المنقذون أمس إلا على بضعة أشلاء. أما تقنياً، فتشير المصادر إلى أنه لا موعد محدداً لنهاية مهمة الإنقاذ المستمرة. لكنها تنقل شبه تأكيد «الاقتراب من تحديد مكان جسم الطائرة، وعندئذٍِ ستحدد الخطوات التقنية اللازمة».
مدنياً، في اليوم الثاني من عمليات البحث، تحسّنت الأحوال الجوية. لكنّ انكسار العاصفة لم يفد وحدة الإنقاذ البحري في الدفاع المدني، إذ يقرّ مدير الوحدة سمير يزبك بأنه «لا جثث انتشلها الدفاع المدني اليوم (أمس)». وعن الجهود المبذولة، أشار يزبك في اتصال مع «الأخبار» إلى توزّع فرقة من «الإنقاذ البحري» على متن أربع طوافات (3 للجيش و1لوزارة الداخلية)، حيث أجرت هذه الطوافات مسحاً بحرياً شاملاً امتد من صيدا إلى بيروت. وعن نتائج هذا المسح، يشير يزبك إلى صعوبة واجهت عمل المنقذين، بسبب الوحل المتدفق من مياه نهر الدامور التي تصبّ في البحر، ما يمنع الرؤية بوضوح. كذلك انتشرت أربعة زوارق تابعة للوحدة بين صور والبترون. أما برياً، فقد أعطيت لـ40 سيارة إسعاف منتشرة على طول الشاطئ صلاحيات التدخل الفوري في الإنقاذ. مساءً، انسحبت المروحيات من عمليات البحث، فيما استمرت دوريات بحرية بمسح الشاطئ. لكن اللافت في الموضوع دخول صيادي الأسماك على خط عمليات الإنقاذ، إذ طُلب منهم إبلاغ الدفاع المدني عن أيّ جسم يرونه أثناء إبحارهم. نتائج الإنقاذ عند الصليب الأحمر اللبناني متشابهة إلى حدّ التماهي مع نتائج الدفاع المدني، لولا... «نقل بعض الأشلاء التي استخرجت عند الثانية عشرة من منتصف ليل أمس، وأشلاء أخرى نقلناها صباحاً»، كما يقول مدير العلاقات العامة في الصليب الأحمر إياد المنذر. ويؤكد أن دور الصليب الأحمر يقتصر على البر، و«أننا جاهزون للتحرك 24/24 ساعة».