عبد الكافي الصمدفي حادثة مشابهة لأخرى وقعت في 13 آب الماضي، عُثر أمس على قنبلة يدوية موجودة داخل غالون بنزين قرب مدرسة أبو فراس الحمداني الرسمية في جبل محسن في طرابلس. وفيما أصابت القنبلة الأولى فتى بجروح بعد انفجارها، فإن قنبلة أمس عُثر عليها قبل انفجارها، ثم عمد الخبير العسكري إلى تفجيرها لاحقاً.
قال شهود عيان لـ«الأخبار» إن أبناء المنطقة عثروا عند الواحدة والنصف من بعد ظهر أمس على غالون للبنزين موضوع بطريقة مريبة أمام أحد المحالّ في المنطقة قرب المدرسة، فتبين أن في داخله قنبلة يدوية معدة للتفجير ومربوطة بشريط نايلون لاصق، فأُبلغ الجيش وحضر رجاله وعملوا على تفجير القنبلة، وفُتح تحقيق في الحادث.
كشف بعض أهالي المنطقة أن هذه القنابل اليدوية «توضع في غالونات صغيرة مليئة بالبنزين، بعد أن يُنزع منها صاعق التفجير، ومن ثم تُلفّ بمادة بلاستيكيّة لاصقة، الأمر الذي يسهم في تآكل المادة اللاصقة ببطء قبل وصول البنزين إلى القنبلة، ما يؤدي إلى انفجارها بعد وقت لا يقل عن ساعة حسب سُمك طبقة مادة البلاستيك اللاصق الملتفّ حول القنبلة، وهو أمر يساعد من يقوم بأعمال كهذه على وضعها في أي مكان، وتركها تنفجر بهدوء بعد أن يكون قد ابتعد عن المكان».
الحزب العربي الديموقراطي أصدر بياناً استنكر فيه «العبوة التي وضعها العابثون بأمن الوطن والمواطن»، مشيراً إلى أنه «لولا العناية الإلهية التي حالت دون انفجارها لكانت قد طالت الأبرياء».
ووضع الحزب «هذا الأمر في عهدة الجيش والقوى الأمنية»، وأصدر بياناً تساءل فيه: «ألم ننته من هذا المسلسل القديم الحديث بعد؟ وألا يجدر بالقيّمين على أمن المواطن تشديد قبضتهم وتوقيف المخلّين، حفاظاً على السلامة العامة والعيش المشترك». وطالب البيان قيادة الجيش اللبناني والقوى الأمنية «بالتحرك السريع والقبض على الجناة، وإنزال أشد العقوبات في حقهم».
مختار باب التبانة ـــــ جبل محسن عبد اللطيف صالح أوضح أن «الخبير العسكري اقترب من القنبلة بحذر، بعد إبعاد المواطنين من محيط المكان الذي يشهد عادة كثافة سكانية في فترة بعد الظهر»، لافتاً إلى أن «انفجارها أثار هلع الأهالي الذين تخوفوا من عودة التفجيرات». واتهم جهات متضررة من أجواء المصالحة والتقارب التي تحصل في طرابلس ولبنان، وخصوصاً «في أعقاب زيارة مسؤول المكتب السياسي للحزب العربي الديموقراطي للوزير محمد الصفدي قبل أيام».