فاتن الحاجكان يمكن إدارات المدارس الرسمية والخاصة أن تلتزم الحداد الوطني على كارثة الطائرة الإثيوبية بتقبّل أكبر وأليق بالكارثة الحزينة، لو أنّ إعلان وزير التربية الإقفال، يوم أمس، أتى مدروساً. سؤال وحيد كان سيد الموقف في مدارس أمس المرتبكة بقرار الإقفال: «لماذا التعطيل اليوم وليس غداً؟».
هكذا، وجدت الإدارات نفسها، عند الحادية عشرة من قبل ظهر أمس، مرتبكة أمام قرار «ارتجالي»، كما وصفته، يطالبها بالتعطيل في اليوم نفسه، من دون أن يراعي ظروف الناس، وخصوصاً أولئك الذين أوصلوا أولادهم إلى مدارسهم صباحاً والتحقوا بأعمالهم.
لذا، جاء الإقفال ارتجالياً هو الآخر ومرتبطاً بالقدرات اللوجستية لدى الإدارات لتنفيذه على قاعدة «ما فينا نرمي أطفالنا بالطرقات وعلى أبواب المباني والمنازل».
ضاعت الطاسة. بعض المدارس أقفلت أبوابها، وبعضها الآخر سمح للأهالي، الذين حضروا إليها بعد علمهم بالقرار، باصطحاب أبنائهم. وعندما كان يتعذّر الاتصال بالأهالي، كان الحل الاستمرار في إعطاء الدروس. هذا الواقع لم ينطبق فقط على معظم المدارس الخاصة، بل أيضاً على بعض المدارس الرسمية للأسباب نفسها.
في القرى المنكوبة، ولا سيما في قضاء صور، تحكّم اعتبار آخر في قرار الإقفال، فآثرت بعض الإدارات عدم التعطيل لإبعاد الأطفال عن الجو الحزين الذي يلف القرية.
لكنّ الوضع في مدرسة قدموس في صور، التابعة للمدارس الكاثوليكية، كان مختلفاً، إذ أعلن رئيس المدرسة، الأب فادي المير، إقفال المدرسة اليوم (أمس) وغداً (اليوم).
وأصدر المير بياناً أشار فيه إلى أن «المدرسة تلقّت بحزن عميق نبأ سقوط الطائرة الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من الضحايا اللبنانيين، وخصوصاً من أبناء الجنوب الذين كانوا على متنها، ومنهم من ذوي تلامذتنا وبعض من المتخرّجين القدامى».
على صعيد آخر، وتحسّساً مع أهالي الضحايا، لبنانيين وأجانب، وتضامناً مع اللبنانيين كافة لاحتواء هذه المصيبة الكبيرة، قرّر اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان تعليق الدروس اليوم الثلاثاء من الثانية عشرة حتى الواحدة ظهراً، طالباً من العائلات التربوية في المدارس رفع الصلوات عن أرواح الضحايا.
وفي الجامعات، تفاوت الالتزام بالإقفال بين جامعة خاصة وأخرى، ولا سيما أنّ بعض الجامعات بدأت امتحانات نهاية الفصل ولا تستطيع أن تعطّلها.
أما الجامعة اللبنانية، فقد امتثلت لقرار رئيس الحكومة سعد الحريري بإعلان الحداد الوطني، وأصدر رئيسها الدكتور زهير شكر مذكرة أعلن فيها توقيف الدروس والأعمال الإدارية، أمس، في الوحدات والفروع الجامعية، وفي الإدارة المركزية.
كذلك، تقدمت رابطة جامعات لبنان، في بيان أصدرته أمس، بالتعازي من ذوي ضحايا الطائرة، لافتة إلى أن الدراسة توقفت في الجامعات الأعضاء في الرابطة.
وحداداً على أرواح الضحايا، تقرر تأجيل مجموعة من التحركات المطلبية. فرابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي أرجأت المؤتمر الصحافي الذي كان مقرراً الثالثة من بعد ظهر أمس الاثنين، إلى الثالثة من بعد ظهر الاثنين المقبل. وقررت الرابطة تأجيل تنفيذ الإضراب في الثانويات الرسمية ودور المعلمين المحدد غداً الأربعاء إلى الأربعاء في 3 شباط المقبل.
وعلّقت اللجنة العليا للمدرسين المتعاقدين في مرحلة التعليم الأساسي الإضراب والاعتصام المقررين غداً الأربعاء حتى إشعارٍ آخر.
وأرجأ طلاب معهد العلوم التمريضية في بئر حسن أيضاً اعتصامهم الاحتجاجي المقرر اليوم الثلاثاء ضد قرار لجنة الصحة النيابية الخاص بإلغاء شهادة الامتياز الفني في التمريض.