محمد نزاللم يكن سقوط طائرة البوينغ أمس، هو الأول لهذا الطراز. ففي سجل الطائرة الأميركية الصنع، 68 حادثاً منذ عام 1972، (بما فيها حادث أمس) أدّى معظمها إلى سقوط ضحايا. لهذه الطائرة طرازات مختلفة، منها 737ـــــ500 و737ـــــ600. وأحدثها هو «بوينغ 737ـــــ800»، الذي تنتمي إليه الطائرة التي سقطت قبالة السواحل اللبنانية فجر أمس. أبرز حوادث هذا الطراز هو ذلك الذي وقع في البرازيل عام 2006، باصطدام طائرتين، وأدّى إلى مقتل 148 راكباً و6 من أفراد الطاقم. أما الحادث الأخير لها، قبل حادث أمس، فحصل في العاصمة الهولندية أمستردام، حيث تحطمت الطائرة العائدة للخطوط الجوية التركية يوم 25 شباط 2009. سقطت الطائرة يومئذ في حقل زراعي على بعد 1.6 كيلو متر من المدرج، ما أدّى إلى سقوط 9 قتلى من أصل الركاب الـ134 الذين كانوا على متنها.
حادث آخر وقع في العام نفسه، عندما هبطت طائرة «بوينغ 737 ـــــ800» عائدة للخطوط الجوية الأميركية، خارج مدرجها في جامايكا، إلا أن أياً من ركاب الطائرة أو طاقمها لم يصب بأذى.
وفي 2008 واجهت طائرة من الطراز المذكور سرباً من الطيور في سماء روما، ما أدى إلى تضرّر المحركات. ورغم ذلك، تمكّن ربانها من الهبوط بها على المدرج المحدد. أما في 2007 فقد سُجل حادثا سقوط لطائرتي «بوينغ 737 ـــــ800» في الكاميرون واليابان. أدّى الأول إلى مقتل جميع الركاب (105)، إضافة إلى أفراد الطاقم البالغ عددهم 9. وكانت الطائرة العائدة للخطوط الجوية الكينية قد تحطمت كلياً، بعد دقيقة واحدة من إقلاعها عند منتصف الليل، بعدما سقطت في منطقة مستنقعات قرب مطار «دوالا» في الكاميرون. أما الحادث الثاني، فحصل بعد هبوط الطائرة في جزيرة أوكيناوا ـــــ اليابان، حيث اشتعلت النيران في محركها الأيسر. احترقت الطائرة، فيما نجح الطاقم بإجلاء الركاب البالغ عددهم 157، من دون سقوط أي قتيل.
رغم كل ما سبق، فإن عدداً كبيراً من خبراء الملاحة الجوية يرون أن لطائرة «البوينغ 737ـــــ800» سجل حسن. أما في ما يخصّ بقية الطرازات من «بوينغ»، فقد سُجّل تحطم طائرة عائدة للخطوط الجوية الروسية أثناء رحلة داخلية، في عام 2004، بعد انقطاع الاتصال بها وهي على ارتفاع 1100 متر. اصطدمت الطائرة (من طراز 737ـــــ500) بالأرض وتحطمت كلياً. طائرة أخرى من الطراز المذكور، تعود للخطوط الجوية المصرية، سقطت في تونس بالقرب من مطار العاصمة في عام 2002 أثناء الهبوط.
لجميع شركات تصنيع الطائرات نصيب في الكوارث. ففضلاً عن طائرات «البوينغ»، هناك سجل مليء بالحوادث لطائرات «إيرباص» الأوروبية، أبرزها ذاك الذي أدى إلى مقتل 228 راكباً على متن طائرة «إيرباص 330» عائدة للخطوط الجوية الفرنسية، إثر سقطوها في المحيط الأطلسي في حزيران 2009، بعد إقلاعها من البرازيل. وللطائرات الروسية نصيبها أيضاً، فقد قتل 143 شخصاً كانوا على متن طائرة «توبلوف» في عام 2001 إثر سقوطها في مطار «فلاديفستوك» الروسي.
لكن الحوادث المذكورة لا تعني أن كوارث سقوط الطائرات من مختلف الأنواع هي سبب ثانوي للموت، إذ اقتصر عدد ضحايا الطائرات خلال عام 2009 على أرواح 700 شخص، بحسب تقرير نشرته الـ«بي بي سي». وأشار التقرير المذكور إلى أنّ الفترة الممتدة بين عامي 1996 و 2009 شهدت ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حوادث الطائرات، وبلغ عدد الضحايا نحو 11 ألف قتيل.