عكار ــ روبير عبد اللهاجتمع أهالي الموقوف ر. عياش، المتهم بإطلاق النار على الباص السوري في بلدة دير عمار، مع النائب السابق وجيه البعريني في دارته في الريحانية. الأهل ناشدوا القضاء اللبناني الإسراع في بتّ مصير عياش الموقوف منذ خمسة وثلاثين يوماً، وقد ردّدوا أن «التوقيف قائم من دون أية أدلة تدين عياش».
جدد البعريني شجبه الشديد لحادثة الاعتداء، بالنظر إلى ما لها من آثار على الاستقرار الأمني والسياسي بين لبنان وسوريا. كما أكد أنه على معرفة طيبة بالموقوف وأهله. وهو شدد على ثقته بالقضاء اللبناني، لكنه قال إنه يستبعد كلياً احتمال مشاركة عياش في الاعتداء. وقال إنه لو ثبت ضلوع عياش أو أي أحد من أبناء بلدته فنيدق «لكنت محوتهم من الوجود» في إشارة مزدوجة إلى استنكاره الحادث من ناحية، وثقته ببراءة المتهم من ناحية أخرى.
عبد الرحمن عياش، ابن عم الموقوف، رأى أن الموقوف بريء، وتحدث عن عدد من المعطيات، منها «مبادرة أهله إلى استدعائه من سوريا فور مداهمة القوى الأمنية لمنزله، وتسليمه إلى أقرب مركز أمني، وبطلان حجة ملاحقة ر. عياش للباص السوري انطلاقاً من العبودية مسافة عشرات الكيلومترات، وصولاً إلى بلدة دير عمار، حيث الحواجز العسكرية في عقر دار الدولة».
أضاف عبد الرحمن عياش أنه لو كان ثمة «احتمال لتورّط ابننا بنسبة واحد في المئة فليعدموه فوراً». غير أن ثمة موقوفاً عمد إلى «الزجّ باسم ر. عياش في الموضوع»، وقال عبد الرحمن إن هذا الموقوف اعتقل في فترة سابقة في سوريا، وتدخل والد ر. عياش لمساعدته «لذلك عمد المتهم إلى ذكر اسم رائد لعله يستفيد مرة أخرى من تدخل والده في سير التحقيق».
ختم عبد الرحمن عياش أنه لا يشك بالقضاء، لكنه يطلب استعجال التحقيق وهو واثق من براءة قريبه.
يُذكر أنه في 21 كانون الأول الماضي، قبيل ساعات الفجر، فتح مجهول النار على حافلة تُقلّ عمالاً سوريين في دير عمار، فقُتل عبد الله عواد (17 عاماً) وجُرح آخرون.

القاطنون قالوا إنهم سمعوا إطلاق نار لم يعرفوا أسبابه ولا مصدره
أثارت هذه الجريمة ردود فعل سياسية كبيرة، إذ جاءت بعد مرور وقت قصير على زيارة الرئيس سعد الحريري إلى سوريا.
القاطنون في جوار موقع الجريمة قالوا للصحافيين إنهم سمعوا ليلاً إطلاق نار لم يعرفوا أسبابه ولا مصدره. وفي اليوم التالي للجريمة، كشف مسؤولون أمنيون لـ«الأخبار» أن الحادث وقع قرابة الساعة الثانية إلا عشر دقائق ليلاً على بعد نحو 100 متر من مبنى بلدية دير عمار لجهة المنية، وأن 7 رصاصات أُطلقت من بندقية كلاشنيكوف، أصابت 3 منها زجاج الباص الذي تكسر، وأن السائق لم يتوقف، بل تابع سيره قرابة 300 متر باتجاه حاجز القوة المشتركة لضبط الحدود ومراقبتها، الموجود عند مدخل البلدة ومدخل معمل دير عمار لإنتاج الطاقة الكهربائية. هناك توقف السائق قبل أن يتبيّن له وللركاب أن عبد الله العايد توفي على الفور بعد إصابته برصاصة في قلبه، وكانت آثار الدماء بادية بوضوح على أرض الباص وعلى الأرض، في موقع الحاجز حيث توقف.