خضر حسانتتجذر الطائفية في خلايا المجتمع اللبناني. ولأن إلغاءها مهم لتكوين هوية وطنية حقيقية تسمو فوق القيم الفئوية والمذهبية الضيقة، أطلقت لجنة حقوق المرأة اللبنانية نشاطها السنوي لطلاب المدارس في صفّي البكالوريا الأولى والثانية، تحت عنوان «الطائفية والهوية الوطنية». من منطقة صور، شارك نحو 33 طالباً وطالبة أبدوا ارتياحهم للموضوع المطروح لهذا العام لأنه يمس واقعهم.
الطالبة سناء شلهوب (18 عاماً) من ثانوية كمال سلهب، تؤكد أن المسابقة «مهمة جداً لنا كشباب، إذ تشركنا في العمل على إلغاء النظام الطائفي»، بينما تعتبر زميلتها سعدة سقسوق (17 عاماً) أن العمل على إلغاء الطائفية هو «من مسؤوليتنا، ويمكننا أن نبدأ بفتح حوارات ونقاشات مع الطلاب لأن معظمهم يتبعون زعماء طوائفهم من دون أن يعوا حجم المشكلة».
وعلى مستوى الأساتذة، يؤكد الأستاذ أديب محفوظ، عضو الحركة الاجتماعية، أن إلغاء الطائفية أمر أساسي لبناء الوطن، لكنّ هناك غياباً للوعي بهذا الأمر لدى الطلاب يحمل مدراء المدارس مسؤوليته لأنهم «لا يشجعون طلابهم على متابعة مثل هذه المواضيع، كما أن الجمعيات لا تقوم بحملات كافية تؤكد أهمية إلغاء الطائفية»، طارحاً أن تخصّص المدارس ساعات معينة للطلاب يناقشون فيها مثل هذه المواضيع.
أما لجنة حقوق المرأة اللبنانية، فترى، على لسان رئيسة فرع بلدة معركة، أحلام حسان الحاج علي أن الهدف من هذه المسابقة السنوية هو تسليط الضوء على مواضيع تهم الشباب والمواطنين، وإشراكهم لمعرفة آرائهم فيها.