محمد نزالوضعت فايزة على باب منزلها لافتة بلاستيكية، كتبت عليها عبارة «محل خياطة». لم تكن العبارة سوى أداة تضليل، إذ لا خياطة في المنزل ولا من يخيّطون. في الواقع كان المنزل عبارة عن وكر من أوكار ترويج المخدرات. اتخذت فايزة (58 عاماً) من هذا المنزل مكاناً لتزويد المتعاطين بمختلف أنواع المخدرات، ومن هؤلاء محمد (36 عاماً) الذي أوقفته القوى الأمنية في منزل ذويه، بعد توافر معلومات لمكتب مكافحة المخدرات تفيد عن ذلك. اعترف محمد بتعاطي مادة الهيرويين، وبأنه مدمن عليها. وجاء في إفادته أنه كان يحصل على «حاجته» من المخدرات، من امرأة كبيرة في السن، تقيم في منطقة حيّ السلم. كان يدفع مبلغ 30 ألف ليرة لبنانية ثمناً للغرام الواحد من المادة المخدرة. ساورت المحقق شكوك دفعته إلى عرض صورة شمسية على الموقوف، فأكّد على الفور أنها تعود إلى المرأة التي كان تبيعه المخدرات.
وذكر في إفادته أن القوى الأمنية أوقفتها، فأصبح يستحصل على المخدرات من شخص مجهول الهوية، لكنه مقيم في المنطقة نفسها التي كانت تسكنها.
لم تعد تحصي عدد الأشخاص الذين ترددوا عليها وزوّدتهم بالمخدرات
تبيّن للقوى الأمنية أن فايزة موقوفة حالياً في سجن بعبدا للنساء، بجرم ترويج المخدرات، ولكن في قضية أخرى مشابهة للقضية المشار إليها.
وفي التحقيق معها، أفادت بأنها لم تعد تحصي عدد الأشخاص الذين كانوا يترددون إلى منزلها، وتزوّدهم بالمخدرات، نافية بالتالي معرفتها بمحمد، بعد عرض صورته الشمسية عليها.
واجهت القوى الأمنية الطرفين وجهاً لوجه، فبادر محمد مجدداً إلى التأكيد بأن المرأة الجالسة قبالته هي نفسها التي كانت تزوّده بالمخدرات. من جهتها، أنكرت فايزة لاحقاً صحة ما أسند إليها، نافية ما كانت قد اعترفت به في التحقيق الأولي، لناحية ترويجها المواد المخدرة. وأضافت أن أقوالها الأولية غير صحيحة، وأنها «تجهل القراءة، وقد وقّعت على محضر التحقيق من دون أن تعرف مضمونه».
لم تتوقف المحكمة عند إنكارها، وذلك «على ضوء الأدلة الحاسمة والمعطيات المتوافرة، ما كوّن قناعة جازمة بصحة تهمة ترويج المخدرات المنسوبة إلى فايزة». وجاء في نص الحكم، أنه لم يثبت تعرضها لأي ضغط أو تهديد، خلال التحقيق الأولي، كما أن وجود أسبقيات بحق المتهمة يعزز الاعتقاد بثبوت التهمة عليها، فضلاً عن اعترافها سابقاً بتهمة مماثلة أمام قاضي التحقيق في جبل لبنان. فأدانتها المحكمة بإنزال عقوبة الأشغال الشاقة مدّة 5 سنوات، إضافة إلى غرامة مالية قدرها مليون ليرة. صدر الحكم عن محكمة الجنايات في بيروت، برئاسة القاضية هيلانة اسكندر، وعضوية المستشارين وليد القاضي وهاني الحجار، وأفُهم علناً بحضور ممثل النيابة العامة.