بيسان طي«الأمن العام اللبناني منع رواية جيرار دوفيلييه Gérard de Villiers «لائحة الحريري» (La liste Hariri)، خرجت وسائل إعلامية فرنسية ـــــ ومنها صحيفة «لوفيغارو» بهذا الخبر أمس. في محاولة منها للترويج للرواية من خلال ترويج أخبار توحي بممارسات «لقمع الحرية».
هنا نلفت إلى أن دوفيلييه يروي قصة اغتيال الحريري من خلال بطل كتبه «مالكو» (أو كما يسميه الأمير النمساوي مالكو لينج)، وبناءً على «معطيات ومعلومات حصل عليها من لجنة التحقيق الدولية الخاصة بالجريمة، برئاسة ديتليف ميليس، ومن ثم سيرج براميرتس». الرواية التي تتصدر غلافها صورة فتاة مثيرة تحمل مسدساً، تحاول الإيحاء بأن حزب الله ضالع في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
اختار دوفيلييه «السكة الشيعية»، وفق المصطلح الذي بات رائجاً في ألمانيا وفرنسا في محاولة منه لاتهام حزب الله بالاغتيال. واللافت للنظر أنه يروّج لمعلومات ميليس، الذي رُفعت ضده دعوى في فرنسا لاعتماده على شهود زور حاولوا تضليل التحقيق. دوفيلييه، هو صاحب منشورات Sas، وقد كتب نحو 170 كتاباً بطلها أميره «مالكو».
صحافيون فرنسيون متابعون له يقولون إن كتاباته الصحافية تفتقر إلى الدقة، وإنه يدّعي أنها تحقيقات بنيت على الاستقصاء، لكنها أشبه ما تكون بروايات بوليسية للإثارة الرخيصة فقط، يطعّمها بمعلومات يجمعها من سفارات وعملاء استخبارات يلتقيهم من وقت لآخر. وفي هذا الإطار نذكر كتابه «الحقيقة حول رهينتين» الذي تناول قصة خطف الصحافيين الفرنسيين جورج مالبرونو وكريستيان شينو في العراق. فقد صدر الكتاب بعد مرور ثلاثة أيام فقط على تحرير الصحافيين (!)، وتضمنت صفحاته الـ150 أكثر من 60 خطأً، وهي ليست أخطاءً صغيرة بل معلومات معاكسة تماماً لما عاشه الصحافيان، وهو على أي حال لم يكلّمهما عن تجربتهما القاسية، بل استقى معلوماته من «عملاء» التقاهم في أيلول 2004، أي حين كان مالبرونو وشينو لا يزالان في أيدي خاطفيهم.
كتاب الرهينتين، لم يلقَ أيّ صدى، ولم يحقّق مبيعات، فهل يريد دوفيلييه أن يروّج لمنع الكتاب الجديد في لبنان لعلّه يجد طريقه إلى قرّاء يحبّون الإثارة ويكرهون العرب؟