عند الساعة الخامسة من فجر 19/10/2009، كان مهدي (45 عاماً) يقود شاحنة «مرسيدس» عند تقاطع كاليري سمعان، اصطدمت الشاحنة بمقدمة سيارة من نوع «بي أم» كان يقودها عصام رحال وبرفقته راغب حمود. ثم اصطدم مجدداً بعمود الإشارة الضوئية.
أدّى الحادث إلى وفاة سائق السيارة عصام، وجرح راغب. حضرت القوى الأمنية إلى المكان، وحضر خبير في شؤون السير وطبيب شرعي، الأخير أعدّ تقريراً جاء فيه أن وفاة سائق السيارة حصلت بسبب الاصطدام بأجسام صلبة، ما أدّى إلى كسور في عظام الجمجمة، ونزف دماغي. أما في ما خصّ الجريح، فإن تقرير الطبيب الشرعي طلب له الراحة التامة لمدة 8 أيام، بعد معالجته. أوقفت القوى الأمنية صاحب الشاحنة، وباشرت التحقيق معه، وقد ادّعت عائلة عصام رحال على السائق وعلى مالك الشاحنة وشركة التأمين المسجلة لديها، بصفتهما المسؤولين بالمال.
في العقد المبرم بين صاحب الشاحنة وإحدى شركات التأمين، اتفاق على تغطية ما يترتب من مسؤولية على الشاحنة، لناحية الأضرار الجسدية أو المادية.
في المحاكمة العلنية، حضر ممثل الشركة وسائر الفرقاء، فطلب المدّعى عليهم منحهم الأسباب التخفيفية.
ثبت للمحكمة أن سائق الشاحنة قد سبّب بالوفاة، لكن عن غير قصد، ما يشكل بحقه الجرم المنصوص عليه في المادة 564 من قانون العقوبات. وقبلت المحكمة طلب المدّعين إدخال شركة التأمين في القضية كطرف مسؤول بالمال.
ألزم صاحب الشاحنة وشركة التأمين بدفع الحد الأقصى الوارد في عقد التأمين
رأت المحكمة أنه، بمطلق الأحوال، كان يجب على السائق أن يبقى يقظاً ومسيطراً على مركبته، بشكل يمكنه من إجراء جميع العمليات والمناورات الواجبة لتفادي الاصطدام. كما يجب على السائق تحديد سرعة مركبته، وأن يأخذ بعين الاعتبار حمولتها وأن يتأكد من أن التقاطع الذي يريد عبوره آمن.
جاء في نص الحكم، أن المحكمة ألزمت صاحب الشاحنة وشركة التأمين، بالتكافل والتضامن في ما بينهما، بدفع الحد الأقصى الوارد في عقد التأمين لمصلحة الجهة المدّعية. وحددت المحكمة مبلغ 95 مليون ليرة لبنانية، تدفعه شركة التأمين لمصلحة الجهة المدّعية تعويضاً لها عن كل الأضرار اللاحقة بها.
صدر الحكم في بعبدا، وهو بمثابة الوجاهي بحق شركة التأمين، ووجاهياً بحق سائر الفرقاء في القضية.
(الأخبار)