إيلي حنافي الفرع الثالث (كلّيات الشمال)، ومنذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005، تتنفس الحياة الجامعية من رئة المستقبل وما تستطيع أن توزّعه من أوكسجين يمنة ويسرة على الحلفاء لإظهارهم بموقع الشريك. إلا أن «الأحادية الزرقاء» لم تدم طويلاً، إذ برز خلال الدورة الماضية للانتخابات الطالبية في الجامعة اللبنانية عام 2008 نجم «شباب العزم» (تيار رئيس الوزراء الأسبق نجيب ميقاتي) الذي استطاع أن يكون بخطابه السياسي الوسطي والخدمات الواسعة التي يقدمها للطلاب منافساً جدياً لتيار المستقبل في كليات الفرع الثالث في الشمال.
لا يحبّذ أحمد الخطيب، مسؤول منسقية الجامعات في «شباب العزم»، تصوير الفروع الثالثة على أنها ساحة صراع مع تيار المستقبل، فـ«نحن منفتحون على الجميع دون استثناء والموضوع الانتخابي متروك للوقت»، كما يقول.
من جهة أخرى، تُبدي القوات اللبنانية جهوزية تامة لخوض أي انتخابات قد تقرّها إدارة الجامعة اللبنانية قريباً، ومهما كان موعدها قريباً، بحسب بول عيسى، مسؤول قطاع الطلاب في كلية الحقوق والعلوم السياسية، الذي يؤكّد تحالف 14 آذار وتنسيق حزبه الدائم مع تيار المستقبل. أما عن موقف القوات من إمكانية تحالف شباب المستقبل مع شباب العزم، فهذا «لا يهمّش القوات. والدليل تحالف المستقبل ـــــ العزم ـــــ القوات في

يقتصر حراك المعارضة السابقة على إثبات الوجود
الجامعة اليسوعية (فرع طرابلس) وسيدة اللويزة (فرع الكورة)»، كما يؤكد. على مقلب قوى المعارضة السابقة، لا يُلاحظ على حراك هؤلاء أيّ أمل بخرق سيطرة العزم والمستقبل، بل إن نشاطهم يقف عند حدّ تحقيق عملية إثبات الوجود. هكذا، يؤكد شادي دحدح، مسؤول الطلاب في تيار المردة، أنهم ملتزمون مع المعارضة بغضّ النظر عن النتائج، بينما يرى أكثر المتفائلين المعارضين في عدم توافق شباب العزم والمستقبل الرافعة المهمة لهم لأن مرشحي العزم سيحتاجون حينها إلى أصواتهم المرجحّة.
في المقابل، يغرّد «تجمع الطلاب العلويين» خارج سرب حلفائهم الطبيعيين حتى اللحظة، إذ يروي مسؤولهم، حسن الحسين، عن حالة الاستهتار والتجاهل التي يواجهونها من حلفائهم المفترضين «على أساس أننا في الجيبة». معاملة تمخّض عنها «قرار شبه نهائي بعدم المشاركة في أي انتخابات مع أننا الكتلة الأكبر عددياً في المعارضة»، كما يتابع الحسين. لا يخفي هذا الأخير انهمار الاتصالات عليه لثنيه عن قراره، أهمها تلك التي يتلقاها من شباب العزم، الذين يتردد في الكواليس وبين الطلاب خبر عن إمكان تحالفهم مع الطلاب العلويين دون غيرهم في بعض الكليات.