حولا ــ داني الأمينفي أحد صباحات عام 2006، تلقّت عائلة محمود طاهر خبر وفاة ابنها الدكتور راجح. بعد هذا الخبر، انقلبت حياة العائلة رأساً على عقب. فبين التصديق وعدمه، ضاعت أمور العائلة، وبقيت على حالها من الضياع حتى أواخر العام، حينما اتخذت قراراً «بتحقيق حلم الدكتور الإنساني»، من خلال إنشاء مؤسسة خيرية باسمه. تهتم هذه المؤسسة بتحقيق بعض المشاريع الخيرية من جوانب عدّة: صحية وثقافية وبيئية واجتماعية في مسقط رأسه، حولا. اجتمع الأشقاء السبعة الباقون، ليكملوا مسيرة شقيقهم، آخذين على عاتقهم «تحقيق حلم المرحوم، بعيداً عن أيّة غاية دنيوية»، يقول رئيس المؤسسة رمزي طاهر. لأجل ذلك، اقتصر أفراد المؤسسة على «أفراد العائلة دون غيرهم، ليتاح لنا العمل دون أيّ منافسة أو خلاف على الإدارة أو على الغايات المنوي تحقيقها، فكلّ منّا يقدّم خدماته حسب قدراته
أسرة محمود طاهر تتحوّل مؤسّسة خيرية لأبناء حولا
المادية والعلمية»، يضيف طاهر. وبحسب هذه القدرات «نقدّم العون والمساعدة لأهالي البلدة المعوزين، وقد استطعنا خلال ثلاث سنوات أن نقدّم العديد من الخدمات». لا تختص المؤسسة بناحية واحدة، فقد شعبت اهتماماتها، حيث كان فيها الطبيب والمهندس والصيدلي والمعلّم. وفي هذا الإطار، يشير طاهر إلى أن «كل فردٍ منا تخصص في ناحية معينة، وذلك حتى نكون أقدر على إدارة شؤون المؤسسة كل في اختصاصه»، وعلى هذا الأساس قُسّمت المهمات، «فالأطباء الثلاثة في العائلة تولوا النواحي الصحية للبلدة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى المهندسين والمعلم». وهنا، يقول الطبيب نادر طاهر «أنشأت المؤسسة مستوصفاً خيرياً مجانياً في بلدة حولا بترخيص من وزارة الصحة، ويغطي المصاريف الطبية لعدد من المصابين بأمراض مزمنة في بلدة حولا والقرى المجاورة». ويلفت الطبيب إلى أن «هذا المستوصف قدّم خدمات للكثيرين من المحتاجين من الأهالي مجاناً، كما قدّمنا 30 ألف معجون أسنان مع فرشاة لطلاّب مدارس الجنوب، كذلك نشرف على صحّة طلاب مدارس البلدة، ونقدّم الدواء مجاناً كل شهر للمحتاجين، خصوصاً الأدوية للأمراض المزمنة، بمساعدة عدد من الجمعيات». أما بالنسبة إلى العلاجات المدفوعة الأجر، فيشير الطبيب إلى «أن الأموال التي نحصل عليها لقاء متابعة بعض الحالات، ندعم بها نشاطات المؤسسة». وفي الجانب البيئي، يقول رمزي طاهر إن «الجمعية قدّمت نحو 10 آلاف شجرة لأبناء البلدة، كما زرعنا العديد منها، بالتعاون مع المجلس البلدي والقوات النيبالية والأندونيسية التابعة لقوات اليونيفيل، وكان آخرها الأسبوع الفائت حيث نصبنا 4000 شتلة صنوبر». لن تتوقف مؤسسة طاهر عند هذا الحد، فحلم الطبيب المتوفى لم يكن محصوراً في هذه النشاطات «لذلك نسعى لتوسيع مروحة نشاطاتنا كي تشمل في وقتٍ لاحق المناطق المجاورة»، يختم رئيس المؤسسة رمزي طاهر.