strong>محمد نزاللم يتمكن المارة على أوتوستراد نهر الموت، صباح أمس، من الوصول إلى أعمالهم إلا بعد 3 ساعات قضوها في سياراتهم. توقف السير تماماً هناك، بعدما انقلبت شاحنة محمّلة بالأتربة، فقُطعت الطريق.
ثار غضب المواطنين من تأخر القوى الأمنية في إعادة فتح الطريق. بعضهم ركنوا سياراتهم إلى جوانب الطريق، مفضلين السير على الأقدام مسافات طويلة. برامج تلفزيونية لم تبث، ومقابلات إعلامية لم تجر، نتيجة عدم تمكن العاملين والضيوف من الوصول في الوقت المحدد.
بعد 3 ساعات من الحادث، تمكنت القوى الأمنية من إعادة فتح الطريق، وأصدرت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بياناً شرحت فيه طبيعة ما حصل. هو حادث اصطدام بين شاحنتين من نوع «مرسيدس» على المسلك الغربي من منطقة نهر الموت، أدّى إلى انقلاب إحداهما. جهد أفراد مفرزة سير الجديدة في معالجة الوضع وتأمين مرور السيارات، إلى أن رفعت الشاحنة وحمولتها عن الطريق بعد ساعتين ونصف.
لم يصب السائقان بأذى، ولكن القوى الأمنية أوقفتهما في مركز الفصيلة. لم تحرر بحقهما ضبط مخالفة عادية «لأن المسألة ليست سهلة، فاستهتارهما أدّى إلى تعطيل أعمال الكثير من المواطنين»، بحسب ما ذكر مسؤول أمني لـ«الأخبار». كُتب محضر عدلي بحق السائقين، ورُفع إلى المدّعي العام في جبل لبنان، القاضي داني شرابية، الذي أمر بتوقيفما ونقلهما إلى النيابة العامة لإجراء المقتضى القانوني.
المسؤول الأمني لم يحدّد السبب الذي أدّى إلى وقوع الحادث، فالتحقيق لم ينته بعد، ولكنه أشار إلى أن السائقين كانا يقودان بسرعة زائدة، من أجل الوصول قبل الساعة السادسة صباحاً إلى مرفأ بيروت، ولكن الحادث كان أسرع منهما، فوقع عند السادسة تماماً، إثر اصطدام الشاحنة الأولى التي كانت تجرّ خلفها «كونتينير» حديد كبيراً، بالشاحنة الثانية المحمّلة بالأتربة.
لماذا لم تكتف القوى الأمنية بتحرير ضبط مخالفة بحقهما، وخاصة أن التحقيق لم ينته بعد؟. أجاب المسؤول الأمني أن «السبب هو قلة وعيهما للمسؤولية المترتبة على قيادة الشاحنات، ولأن المعطيات لدينا تشير إلى أنهما كانا يتصرفان باستهتار، والمطلوب الآن أن يكونا أمثولة لغيرهما من السائقين، بإحالتهما إلى النيابة العامة».
مساءً، انقلبت شاحنة أخرى على الطريق التي تصل منطقة الصيفي بالكرنتينا أثناء خروجها مسرعة من مرفأ بيروت، ما أدى الى أزمة سير خانقة امتدت الى وسط المدينة.

السائقان كانا يقودان بسرعة زائدة، من أجل الوصول قبل الساعة السادسة صباحاً إلى المرفأ
تنبئ أعداد حوادث السير التي وقعت خلال الأيام الأربعة الماضية من العام الجديد، بأن هذه الحوادث ما زالت في تفاقم. وفي هذا السياق، سجّلت تقارير أمنية وقوع نحو 40 حادث سير وصدم في مختلف المناطق اللبنانية، أدّت إلى مقتل 4 مواطنين وجرح نحو 60.
من الحوادث، اصطدام وقع قبل يومين في منطقة زوق مصبح، بين سيارتين، الأولى نوع «بي أم» بقيادة إبراهيم د. (30 عاماً)، وبرفقته زوجته وأطفالهما الثلاثة. أما السيارة الثانية، فكانت بقيادة سعد س. (60 عاماً) وبرفقته زوجته. أدّى الحادث إلى إصابة الجميع بجروح مختلفة، نقلوا على أثرها إلى أحد المستشفيات للمعالجة.
حادث آخر وقع في منطقة كفرتبنيت ـــــ الجنوب، بين سيارتين، الأولى من نوع «ميتسوبيشي» بقيادة حبيب ح. والثانية من نوع «رابيد» بقيادة هلال ز. وبرفقته زوجته نضال (40 عاماً) وطفلهما محمد (6 أعوام). أدّى الحادث إلى إصابة نضال بجروح ورضوض، فيما أصيب الطفل بكسر في رجله ونزف في بطنه.
في منطقة الحازمية، تعرّضت جورجيت ك. (70 عاماً) لحادث صدم، من سيارة نوع «هوندا» تقودها المواطنة نسرين أ. (25 عاماً). نقلت المصابة إلى أحد مستشفيات المنطقة، وهي في حالة صحية حرجة.