رامي زريقتستضيف بيروت ابتداءً من يوم الاثنين المقبل «أسبوع الفصل العنصري الإسرائيلي». حدث يقام لأول مرة في مدينة عربية خارج فلسطين، بعد أن أقيم في نحو خمسين مدينة غربية من أمستردام الهولندية إلى فانكوفر الكندية. أما الجهة المنظمة، فتتألف من مجموعة صغيرة من طلاب الجامعة الأميركية في بيروت بادروا وجمعوا التبرعات ونظموا الأسبوع من دون أي دعم لوجستي من أي جهة عربية أو أجنبية، وعلى حساب دروسهم وحياتهم الشخصية. تمثّل هذه المبادرات «خطراً وجودياً» على الكيان الصهيوني، بحسب ما نشرته الصحف الإسرائيلية. وقد قررت إسرائيل شن حملة مضادة موجهة ضدها، وخاصة بعد فشل برامجها الترويجية المعروفة بـ«الهازبارا». فقد أطلقت حكومة العدو أخيراً دعوة للإسرائيليين تحثهم فيها على تعزيز معرفتهم وقدراتهم بهدف تحوّلهم إلى سفراء لتبييض صورة إسرائيل في الخارج. وقد نُشرت كتيبات وأقراص مدمجة وأنشئت مدوّنات إلكترونية ومواقع إنترنت تحتوي على نصائح ومعلومات وحجج تتيح لهم الدفاع عن إسرائيل وتبرير أعمالها ومواقفها. وقد اعتدنا خلال العقود الماضية أن يكون جيش إسرائيل مجنداً بكامله ضد حفنة من المقاومين تخلت عنهم الدول والجيوش العربية، ويكافحون بإمكانيات متواضعة، لأن العرب قرروا أن يسلكوا «درب السلام» بقرار منفرد منهم. وها نحن من جديد أمام الموقف نفسه: حكومات عربية تراوغ وتتخاذل عن دعم المناضلين المدنيين في الوقت الذي توظف فيه إسرائيل كل إمكانياتها في معركتها ضد المقاطعة. في هذا السياق، يبدو ما قام به طلاب الجامعة الأميركية الذين رفعوا اللافتات الداعمة لغزة خلال محاضرة ألقاها الأمين العام لجامعة الدول العربية في جامعتهم على أنه صرخة خيبة موجهة إلى الدول التي خذلتهم في الحرب كما في السلم.