استقبلت المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي، يوم أول من أمس، طلاب مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، من مختلف مناطق قطاع غزة، في زيارة تعرّفوا خلالها إلى آلية عمل المحكمة، وتفقّدوا مرافقها وطرحوا أسئلتهم على المسؤولين فيها. رئيس قلم المحكمة، الأميركي دايفد تولبرت الذي استقال أخيراً وسيغادر لاهاي في الأسابيع المقبلة، كان قد رتّب هذا النشاط بفضل معارفه، إذ إنه عمل مسؤولاً في الأونروا خلال ثمانينيات القرن الماضي.وشرح أمس قسم العلاقات العامة في المحكمة أن زيارة الوفد «الذي يضم طلاباً من المرحلة المتوسطة من مختلف مدارس قطاع غزة، تأتي في إطار برنامج زيارات ينظّمه برنامج التربية والتعليم في الأونروا بتمويل من الحكومة الهولندية، ويهدف إلى دمج مواد حقوق الإنسان في منهاج التعليم وتعزيز ثقافة حقوق الإنسان لدى الطلبة».
اللافت في ذلك الشرح التركيز على «حقوق الإنسان» لا على العدالة. وتكمن المفارقة في أن أبناء غزّة الذين تعرّضوا لأبشع الجرائم، خلال كانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009، التي قُتل خلالها المئات وجرح الآلاف وهم محرومون من العدالة الدولية، بينما المحكمة الدولية التي يزورونها تسعى إلى محاسبة قتلة 23 شخصاً عام 2005 وبكلفة مئات ملايين الدولارات. لكن نائب رئيس المحكمة القاضي رالف الرياشي حاول تجاوز ذلك عبر قوله للغزاويين «عدم وجود عدالة للجميع لا يعني وقف سير العدالة حيث وجدت»، مشدداً على أن «العدالة لا تعني الانتقام».
وتحدث تولبرت عن مرحلة عمله في الأونروا، وغزة بالتحديد، مخاطباً الطلبة: «إن خطوات هائلة تحققت في مجال العدالة الدولية خلال الأعوام الـ15 الأخيرة، إلا أنه لا يزال هنالك الكثير لإنجازه». لا يبدو أن لأطفال غزة حصّة في «الخطوات الهائلة التي تحققت في مجال العدالة الدولية»، لكن لا بأس بزيارتهم هولندا وخروجهم قليلاً من قطاع غزّة المحاصر.
(الأخبار)