الناصرية ــ نقولا أبورجيلي قد يستفيد كثيرون من تأجيل الانتخابات البلدية، لكن الأمر يسبب ضرراً مباشراً على بلدة الناصرية، التي يتخوّف أهلها من «تطيير» الانتخابات لأن ذلك يعني «ليس فقط طيران المجلس البلدي معها، بل إننا قد نبقى بلا مختار»، كما يقول زكي الترشيشي. الناصرية بلدة تتبع قضاء زحلة إدارياً. لكن قرب موقعها الجغرافي من بلدات سرعين الفوقا، سرعين التحتا، النبي شيت وجنتا، التي تقع ضمن نطاق قضاء بعلبك، يجعل الأهالي «يعيشون حالة ضياع بين المنطقتين» حسب الترشيشي.
غياب المجلس البلدي عن الناصريّة ووفاة مختارها قبل نحو سنتين «زادا الطين بلة»، يقول الترشيشي، الذي يرأس حالياً لجنة تضم 8 أعضاء من أبناء البلدة، أوكلت إليهم عدة مهمات، منها سدّ الفراغ الحاصل وتأمين بعض الخدمات المتواضعة على كلّ الصعد. أبرز هذه المهمات متابعة العريضة التي وقعها الأهالي منتصف العام الماضي، ودُعّمت بالمستندات والخرائط المطلوبة، ثم رُفعت إلى محافظ البقاع منتصف العام الماضي للمطالبة باستحداث مجلس بلدي أسوة ببعض القرى الصغيرة التي تشبهها من حيث المساحة وعدد السكان.
وفي هذا الإطار أكد الترشيشي على أحقية مطلبهم، لا سيما أن البلدة تضم نحو 700 ناخب من أصل نحو 1200 نسمة وهو العدد الإجمالي للسكان الذين تقطن نسبة 20% منهم خارج البلدة. ويلفت ترشيشي إلى أن بعض العقارات المبنيّة، ومعظم الأراضي الزراعية التي تبلغ مساحتها الإجمالية نحو 9 آلاف دونم، هي أملاك خاصة يتقاسمها أشخاص من آل رزق.
وعن نسبة «الرديّات» التي يمكن أن تعود إلى البلدية المنتظر إنشاؤها، يشير الترشيشي إلى أنه «بالإضافة إلى جباية القيمة التأجيرية عن نحو 230 وحدة سكنية، هناك عدد غير قليل من المحال التجارية ومعمل لتصنيع الحليب، وأكثر من 20 مزرعة لتربية الأبقار، وفي البلدة مشغل لتبريد المنتجات الزراعية». وحسب اعتقاده، فإن ذلك «قد يكفي لاستحداث مجلس بلدي ينهض بالناصريّة من الحرمان المزمن الذي تعانيه منذ تكوينها».
الترشيشي عدّد بعض الخدمات التي تفتقر إليها قريته، من أبرزها غياب مياه الشفة وتمديداتها منذ 35 عاماً مضت، «تكبد الأهالي طوال هذه الفترة نفقات مالية كبيرة، دفعت لأصحاب الصهاريج الذين يؤمّنون يومياً المياه إلى خزانات المنازل»، مشيراً إلى أن «المحاولة الوحيدة لمعالجة هذه المشكلة كانت قد باءت بالفشل، بعدما توقف العمل باستجرار مياه البئر الإرتوازية التي حُفرت قبل 10 سنوات وأصبحت في خبر كان لأسباب بقيت مجهولة، علماً بأن الأموال التي رصدت لإنجاز هذا المشروع بلغت في بادئ الأمر نحو مليار و600 مليون ليرة لبنانية، ليعاد تلزيمه بمبلغ 600 مليون ليرة، يشمل نفقات حفر البئر وشراء معدات تبخرت بعد تركيبها». ولا يزال الأهالي ينتظرون الوعود التي أطلقها الزعماء المحليون، بإعادة إحياء هذا المشروع واستجرار المياه إلى منازل القرية. وأضاف الترشيشي أن من بين المشاريع التي تسعى اللجنة لإنجازها، استكمال تمديدات شبكة الصرف الصحي التي تغطي حالياً نسبة 30% من أراضي الناصريّة وتصبّ في مجرى نهر الحلانيّة، بالإضافة إلى تأهيل إنارة الشوارع، وتعبيد الطرق الترابية داخل البلدة، وتلك التي تمتد على طول الأراضي الزراعية وعرضها. وتحدّث الترشيشي عن صعوبات تحول دون تحقيق ذلك مع غياب المجلس البلدي، مناشداً باسم أهالي البلدة، وزير الداخلية زياد بارود، الاستجابة لطلبهم الذي أصبح في عهدته، واتخاذ القرار المناسب بما أمكن من السرعة، قبل الموعد المقرّر لإجراء الانتخابات المحلية في شهر حزيران المقبل، لافتاً إلى إمكانية انتخاب رئيس وأعضاء مجلس البلدي بـ«التزكية».
وعن شغور مركز المختار، أوضح الترشيشي أن مهمة إنجاز معاملات الأهالي، أوكلت إلى مختار بلدة علي النهري المجاورة، وأن تأجيل انتخاب بديل من المختار الذي توفّي قبل سنتين، جاء نتيجة توافق بين الأهالي على ضرورة تجنيب البلدة خضّات انتخابية، مع اقتراب موعد الانتخابات المقبلة.