ستشهد المدن اللبنانية تظاهرات كبرى في 7 نيسان. لحظة، لا يتعلق الأمر بإسقاط الحكومة أو بأسعار البنزين، بل بالصحة التي يُحتفل بيومها هذا العام تحت شعار «1000 مدينة، 1000 حياة»
بسام القنطار
لكثرة الضجة التي أثارتها منظمة الصحة العالمية عن وباء أنفلونزا «آي اتش1 أن1»، يتبادر إلى الأذهان أن موضوع اليوم العالمي للصحة، الذي يصادف في السابع من نيسان 2010، سوف يخصّص للتوعية من سلالة الأنفلونزا هذه، التي حقّقت انتشاراً واسعاً في العالم، مقارنةً بالسُّلالات الموسمية. لكنّ المنظمة أعلنت أمس أن لجنة من خبرائها ستجتمع في 23 الجاري لتحديد ما إذا كان وباء «آي اتش1 أن1» قد وصل إلى ذروته أو لا، وبالتالي التوصية بتصنيفه ضمن سلالات الأنفلونزا الموسمية العادية.
في المقابل، اختارت المنظمة موضوع «التوسّع المدني والصحة» ليكون شعار عام 2010، وذلك لتأثيرات التوسع المدني في أنماط الحياة، وبالتالي الصحة، في ظل ازدياد عدد سكان المدن، الذين تصل نسبتهم إلى 80% من اللبنانيين، بحسب ما أعلن مدير الوقاية الصحية في وزارة الصحة، الدكتور أسعد خوري.
كلام خوري جاء خلال اللقاء الإعدادي عن اليوم العالمي للصحة، الذي نظّمته أمس وزارتا الصحة والداخلية والبلديات، ومنظمة الصحة العالمية مع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية، في فندق كورال بيتش في بيروت.
كان اللقاء مناسبة لتقديم ممثل منظمة الصحة في لبنان، الدكتور ضاهر ضاهر آدن، بعض الأرقام عن ظاهرة التوسع العمراني في المدن، وما تخلّفه على صحة كلّ واحد منا. ولفت آدن إلى أن نحو ثلاثة مليارات نسمة يعيشون في المدن اليوم، وأن عدد سكان المدن تجاوز عام 2007 ما نسبته 50% من مجموع السكان للمرّة الأولى في التاريخ. وسيبلغ معدّل سكان المدن 6/10 من مجموع السكان في حلول عام 2030، وسيرتفع إلى 7/10 في حلول عام 2050.
يمتاز اليوم العالمي للصحة هذا العام بإطلاقه حملة كاملة تحت شعار «1000 مدينة، 1000 حياة»، ويجري الإعداد لتنظيم تظاهرات في جميع أنحاء العالم خلال الأسبوع الممتد بين 7 نيسان المقبل و11 منه.
وتدعو الحملة إلى فتح المساحات العامة لإقامة أنشطة صحية، سواء كانت أنشطة تقام في الحدائق، أو لقاءات مفتوحة أو حملات تنظّم من أجل تنظيف البحر، أو إغلاق أجزاء من الشوارع أمام السيّارات.
وتطالب الحملة بأن تُجمع 1000 قصّة عن ناشطين صحيّين في المدن اتخذوا إجراءات، وأحدثوا أثراً كبيراً في المجال الصحي في مدنهم.
ويهدف اللقاء الإعدادي، إلى إشراك البلديات واتحاد البلديات اللبنانية في الحملة، إلّا أن أيّاً منها لم تُسجَّل بعد لتنظيم أنشطة في نطاقها، وفق اللائحة التي وزعتها منظمة الصحة، باستثناء مخيم مار الياس للاجئين الفلسطينيين في بيروت، الذي تنوي وكالة الأونروا إطلاق حملة صحية فيه، تبدأ من 1 نيسان 2010 وتمتد لغاية 31 آذار 2011.
رئيس اللجنة العلمية لنقابة الأطباء، وعضو مجلس بلدية بيروت سابقاً، الدكتور برنار جرباقة، أكد أن البلديات تمتلك من القدرات والإمكانات ما يجعلها قادرة على أداء دور أساسي في التوعية الصحية، وفي الرعاية الصحية الأوّلية. وعرضت نهال الحمصي، من منظمة الصحة، لآلية الانتساب إلى حملة «1000 مدينة 1000 حياة»، ودعت إلى أوسع مشاركة في الأنشطة التي ستجري في لبنان، وطلبت من جميع المدن اللبنانية الانضمام إلى الحملة، لتصبح من ضمن «المدن الراعية للصحة»، على أن تلتزم بتنفيذ الأنشطة الخاصة باليوم العالمي.
ومن الأنشطة التي تقترحها الحملة، إقامة يوم التدريب البدني والذهني عبر إغلاق شوارع معيّنة أمام حركة السيارات، والمطالبة بتخصيص طرق خاصّة للدراجات، وممارسة التمارين الرياضية، وإجراء مسابقات في الشطرنج وغيرها من الألعاب. وتقترح الحملة أيضاً تنظيم يوم رياضي وترفيهي بحضور مشاهير، وتشجيع الأسر على النوم باكراً والاستيقاظ باكراً، وبدء اليوم بممارسة التمارين البدنية في المتنزّهات، ثم تناول وجبة إفطار صحية.
وقد اقترح ربيع الشاعر، الذي حضر اللقاء ممثلاً وزير الداخلية والبلديات زياد بارود، على البلديات واتحادات البلديات أن «تغتنم فرصة اليوم العالمي للصحة لمنع التدخين على سبيل المثال لمدة يوم واحد في الأماكن العامة والخاصة، كالمطاعم والملاهي الليلية، على أن يُعتمد هذا المنع موعداً يتكرر سنوياً لمناسبة اليوم العالمي للصحة، في انتظار إقرار قانون الحد من التدخين».