رغم حركة السير الخفيفة التي تكون عادةً في فترات الأعياد، ظلّ عدد حوادث السير مرتفعاً في اليومين الماضيين، فقد سُجّل وقوع 16 حادثاً على مختلف الأراضي اللبنانية، أدّت إلى مقتل 4 مواطنين، وجرح 13، عدد منهم في حالة خطرة. ومن أبرز هذه الحوادث، تدهور سيارة من نوع «بي أم» وسقوطها في أحد أودية منطقة شوكين ـــــ النبطية. فقد أراد إبراهيم . م إغاثة المريض محمد مروّة، محاولاً نقله في سيارته إلى المستشفى للمعالجة، ولكن الحادث وقع قبل حصولهما، ما أدّى إلى إصابتهما بجروح بالغة. وبعدما كان إبراهيم ينقل محمد إلى المستشفى، حضر أفراد من الدفاع المدني وعملوا على انتشالهما من داخل السيارة، ونقلوهما إلى المستشفى. وفي وقت لاحق من يوم أمس، توفّي محمد مروّة (45 عاماً) متأثراً بالجروح التي أصيب بها جرّاء الحادث.حادث مأساوي آخر وقع يوم أمس، في منطقة عيحا ـــــ راشيا، حيث انزلقت سيارة من نوع «نيسان» إلى أحد الأودية، بسبب الجليد الذي كان يغطي الطريق. توفّي المواطن أسعد أبو رافع، الذي كان يقود السيارة، وقد حضرت إثر الحادث سيارة إسعاف تابعة للصليب الأحمر الدولي، وعمل أفرادها على نقل أبو رافع إلى أحد المستشفيات في منطقة جب جنين، حيث كان يعاني نزفاً دموياً حاداً، فبُذلت محاولات عدّة لإسعافه، لكنه ما لبث أن فارق الحياة بعد وصوله إلى المستشفى.
يشار إلى أنّ عدداً من الجمعيات الأهلية والمؤسسات غير الحكومية، رفعت الصوت في الآونة الأخيرة مطالِبةً بإصلاح الطرقات الساحلية والجبلية، وتحديداً تلك التي تتعرض لانهيارات في الأتربة باستمرار، وخاصةً في فصل الشتاء.
من الحوادث التي سُجّلت خلال اليومين الماضيين، حادث صدم مأساوي وقع على أوتوستراد الضبية ـــــ الشمال، حيث صدمت إيفا.د (49 عاماً) بسيارتها المواطن جورج غسان (22 عاماً) ما أدّى إلى وفاته على الفور. جورج كان قبل وفاته يعمل مسعفاً في الدفاع المدني، وخاصةً لأولئك الذين يتعرّضون للأذى في حوادث السير، ولكن هذه المرة كان هو الضحية، وللأسف، لم يمنحه الزمن مهلة لوصول زملائه إليه وإسعافه، فتوفّي على الفور بعد الحادث.
من جهته، رأى عضو جمعية «اليازا» كامل إبراهيم، أن هناك توقّعاً بأن تكون السنة الحالية «أسوأ من السنة الماضية، ففي اليوم الأول من عام 2010 توفّي 5 أشخاص من آل حداد في حادث سير واحد، بعدما كانت القوى الأمنية تفتخر بما أنجزته في ليلة رأس السنة». وختم إبراهيم في حديث مع «الأخبار» بالقول «لم تعد تُجدي المحاضرات نفعاً، فالحل الوحيد هو بتطبيق القانون الجديد، إضافةً إلى إصلاح الطرقات».