«توصف أي مدينة بأنها صحية إذا كانت بيئتها تؤدي إلى تعزيز الصحة ودعمها. وهذا يعني أن تتاح فيها فرص الحصول على الغذاء السليم ومياه الشرب النقية والرعاية الصحية المتقدمة، وأن تكثر فيها المساحات الخضراء والملاعب الرياضية وأماكن الترفيه، وأن تُجمع فيها النفايات ويُتخلّص منها بطريقة سليمة، وأن تكون بيئتها خالية من التلوّث والاكتظاظ والضجيج، وأن تخلو من الجريمة والمخدرات». التعريف أعلاه لمنظمة الصحة العالمية التي أطلقت أمس، في مقرّها في المتحف، فعاليات يوم الصحة العالمي عن موضوع «التوسّع الحضري والصحة»، في خمس مدن لبنانية ومخيم فلسطيني. ويمتاز اليوم العالمي للصحة هذا العام بإطلاقه حملة «1000 مدينة، 1000 حياة»، ويجري الإعداد لتنظيم أنشطة وتظاهرات في جميع أنحاء العالم خلال الأسبوع الممتد بين 7 و11 الجاري منه.
الأنشطة التي اقترحت البلديات تنفيذها خلال هذا اليوم راوحت بين يوم صحي مجاني وحملات تشجير وتوعية على مخاطر التدخين وأنشطة ترفيهية للأطفال. اللافت أن بعض هذه الأنشطة لم يحدد تاريخها بعد، مثل المعرض الصحي الذي اقترحت بلدية بيروت تنفيذه بالتعاون مع مستشفى رفيق الحريري الجامعي، في الصيفي فيلدج في

بلدية بيروت التي لم تتراجع عن خطتها تحويل المساحات الخضراء إلى مواقف للسيارات
الوسط التجاري لبيروت. في حين قررت بلدية سن الفيل تنظيم «أسبوع القراءة» وحملات توعية في المدارس وأنشطة رياضية. أما بلدية فرن الشباك فتنظّم يوماً صحياً مجانياً، إضافة إلى تنظيم حملة مراقبة على المطاعم والأفران للتأكد من سلامة الغذاء. وفي الشياح، قامت البلدية بحملة توعية على مخاطر التدخين في ١٨ آذار الماضي، فيما تستعد بلدية بعقلين للقيام بحملة تشجير وحملة توعية على السلامة العامة في القيادة بالتعاون مع تجمع اليازا. ونظّمت وكالة الأونروا لتشغيل وغوث اللاجئين حملة نظافة داخل مخيم مار الياس (أنظر المقالة أدناه) للاجئين الفلسطينيين في بيروت، ومعرضاً صحياً يفتتح بعد غدٍ، إضافة إلى حملات التوعية بالاشتراك مع المجتمع المحلي.
يستدل من هذه الأنشطة أن أيّاً منها ليس وليدة المجتمع الأهلي بقدر ما هو حملة رفع عتب تنظّمها البلديات في سياق حملة عالمية. وهذا يفسّر كيف أن أيّاً من هذه الأنشطة لا يرفع مطالب تجعله ينطبق مع تعريف المنظمة نفسها للمدينة الصحية. فبلدية بيروت التي لم تتراجع عن خطتها تحويل المساحات الخضراء إلى مواقف عامة للسيارات، تبدو غير معنية بهذه القضية الصحية البيئية. وفي اليوم الذي تقرّ فيه الحكومة خطة لإدارة النفايات تقوم على أساس اعتماد المحارق، لا تبدو أيّ من البلديات المشاركة معنية بمساءلة الحكومة عن التكلفة الصحية والمالية لهذا الخيار.
(الأخبار)