رضوان مرتضىرجال يركضون باتجاهات مختلفة، صراخٌ يعلو ليُسمع بعدها صوت رشقات نارية أُطلقت في الهواء. هذا ما جاء في الخبر المتناقل عن حادث شهدته منطقة الصفير ـــــ الجاموس. شهود تحدثوا عن خلاف بين عائلات من البقاع، لكنه تجدد أمس لأسباب مجهولة. الحادث وقع في منطقة الجاموس قرب مخازن قاروط الكبرى. مرت بعض الدقائق، وعلى بعد عشرات الأمتار من الموقع الأول، انطلقت عيارات نارية من أسلحة حربية مجدداً، لكن هذه المرّة باتجاه سيارة سوداء رباعية الدفع. توقفت السيارة المستهدفة تحت جسر الصفير، بالقرب من مبنى قناة المنار، بعدما أصيبت بعدة طلقات نارية، لكن لحسن الحظ أنقذ سائقها من محاولة قتل كادت تصيب هدفها.
توقفت السيارة المستهدفة لتفرّ السيارة المطاردة إلى جهة مجهولة، من دون أن يتمكن أحد من توقيفها. السيارة الهاربة غيّرت المشهد أعلاه، فهذه المرّة راح الرجال يركضون باتجاه واحد. بعضهم مشارك في الخلاف، والآخر دفعته الحشرية للمشاركة بهدف معرفة ما يحدث.
ينقل أحد الشهود أن الأمور لم تجر وفق ما كان قد خُطط لها. فالخلاف الذي وقع في منطقة الصفير بعد ظهر أمس لم يكن وليد اللحظة، فهو استكمال لخلاف عائلي كان قد بدأ قبل ثلاثة أيام بين عائلتين بقاعيتين. فقد اتفق أفراد من العائلتين على تحديد يوم أمس لإجراء مصالحة بين المتخاصمين، لكن الرياح لم تجر وفق ما اشتهى المصلحون، فقد أدى اللقاء التصالحي الذي حصل في منطقة الجاموس إلى رفع التوتّر الموجود في النفوس المشحونة من العائلتين، تطور إلى تضارب نتج منه إطلاق كثيف للنار في الهواء. لكن رغم شبه الإجماع الذي اتفق عليه الشهود الذين كانوا منتشرين في مكان الحادث، سيقت رواية غريبة عن المتداول. فقد تحدّث البعض عن أن شخصاً من عائلة ج. أطلق النار على عنصر من حزب الله كان يقود السيارة الرباعية الدفع من دون أن يصيبه. واستكمالاً لهذه الرواية، نقل أحدهم أن أفراداً من حزب الله سحبوا العنصر المذكور من داخل السيارة ونقلوه إلى مبنى قناة المنار القريب من مكان الحادث.
فرّ مطلقو النار، فحضر عناصر من الجيش اللبناني لمعاينة مكان الحادث. وفي هذا الإطار نقل مسؤول أمني لـ«الأخبار» أن عناصر من الجيش دهموا منازل في منطقة الكفاءات بحثاً عن مطلقي النار الذين باتوا معروفين لدى قيادة الجيش.