عيتا الشعب ــ داني الأمين«عيتا الشعب ترحّب بكم». ربما هذا الترحيب بواسطة لافتة وضعت على مدخل عيتا الشعب، يدلّ على كرم الضيافة عند الأهالي ليس إلاّ. أمّا دخول البلدة عبر طريقها العام فهو غير مرحّب به، على الأقل من جانب أصحاب التجربة المرّة من أبناء البلدة أو من خارجها، الذين سبق لهم أن عبروا بسياراتهم الشوارع الداخلية لعيتا. فالبلدة المقاومة في حرب تموز، التي هدّمت معظم منازلها، انتقاماً على يد العدو الإسرائيلي، تعرّضت معظم شوارعها العامة والخاصة للخراب أيضاً، ولم يكن ذلك لافتاً للمعنيين، طوال فترة ما بعد الحرب، إلى أن تعهّدت الهيئة الإيرانية لإعادة الإعمار بتعبيد الطريق العام للبلدة، ولكن رغم ذلك التعهّد، منذ أكثر من عام واحد تقريباً، فالطرق ما زالت على حالها، وقد اتسعت الحفر أيضاً لتطال الشتائم كلّ من هو معني بالتأخير، حتى أنّ البعض يحمّل المجلس البلدي المسؤولية.
«الوضع لم يعد محمولاً، إنها طرق تذكّر بقرون خلت، لقد قصفتنا إسرائيل بقذائفها، والدولة تقصفنا بإهمالها»، يقول علي سرور، أحد أبناء البلدة. ويشرح كيف أرهق الطريق العام للبلدة كاهل الأهالي، الذين يضطرّون للسير بسياراتهم ببطء شديد، خوفاً من الوقوع في الحفر الكبيرة والعميقة المنتشرة يميناً وشمالاً. ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة إلى أبناء بلدة رميش المجاورة، فالطريق هي نفسها، والحفر الممتدة إلى أحياء بلدة رميش السكنية، التي لم تعبّد، بحسب أبناء رميش منذ أكثر من 35 عاماً، ما عدا بعض المحاولات لترميم بعضها، بوضع الزفت على بعض الحفر الكبيرة. ويسأل عباس حيّوك، ابن عيتا الشعب «هل هكذا تكافأ بلدة مثل عيتا الشعب صمدت طوال حرب تموز في وجه آلات العدوّ وجيشه، وقدّمت أعزّ شهدائها دفاعاً عن الوطن؟». ويرى أنّ البلدة تحتاج اليوم إلى الحمير بدلاً من السيارات لأن مثل هذه الطرق لا تصلح لاستخدام السيارات. هكذا، يرفع حيّوك شعار «استبدل سيارتك بحمار حفاظاً على سلامتك». في المقابل، يقول مصدر في مجلس بلدية عيتا الشعب إن «الشتاء حال دون البدء بأعمال تعبيد طريق البلدة من جانب الهيئة الإيرانية، لذلك ستُزفّت الطريق قريباً بعد القيام بأعمال الحفر والتدعيم اللازمة». وقد لجأت البلدية إلى مدّ أنابيب جرّ المياه لمنع تجمّع مياه الأمطار في وسط الطريق وقرب المنازل الملاصقة له، ما أسهم في زيادة الطين بلّة، لأن عملية الحفر لم تواكب مباشرة بإعادة تأهيل الطريق وتعبيده، حتى أصبح بعض أبناء البلدة يفضّلون عدم شراء السيارات إلى حين تعبيد الطرق، كما يقول أحمد عصمان.