المنصوري ــ آمال خليلقبل سبع سنوات، اشترى شخص من آل بزي عقاراً من آل سلام يقع ضمن أراضي مجدل زون، على تلة مشرفة على بلدة المنصوري (قضاء صور). العقار الذي يمتد على مساحة 270 دونماً، اشتركت في تملّكه لاحقاً شركة تاج الدين للمقاولات (تاجكو) التي قرّرت استثماره في بناء مشروع تجاري ضخم. وخلال السنوات السبع إلى اليوم، توسّعت مساحة العقار لتصل إلى نحو 500 دونم، بعد شراء العقارات المحاذية له.
ولأن الطريق المؤدية للمشروع طويلة ووعرة من داخل بلدة مجدل زون، ارتأى أصحابه شق طريق أسهل وأقصر من قلب المنصوري. وبحسب رئيس بلدية المنصوري محمد زبد، فإن «وفداً من الشركة زار البلدية قبل عام لأخذ الموافقة على شق الطريق التي تقع ضمن مشاعات الدولة». حينها طالب زبد الشركة بتمويل تنفيذ مشاريع حيوية في البلدة، «منها إنشاء مبنى بلدي وتوظيف عدد من أبناء البلدة ومنحهم الأفضلية لاحقاً في شراء الشقق السكنية المقرّر بناؤها في المشروع وبأسعار مقبولة». وعلى الرغم من أن زبد «لم يطلب الإذن الموجِب من الدولة لاستخدام المشاع»، إلا أنه انتظر ردّ الشركة على المطالب في مقابل السماح لها بشق الطريق. لكنه فوجئ وسائر الأهالي، قبل أيام، بأعمال شق الطريق التي بدأت بوتيرة متسارعة «من دون علمنا المسبق» كما يؤكد.
الأعمال التي ترافقت مع حماية أمنية خلال عطلة الأعياد، دفعت بالأهالي إلى الاحتجاج والاعتصام في مبنى الحسينية ليل الجمعة الفائت. وبحسب أحد قياديي التحرّك، يوسف حرب، تقوم دوافع الاحتجاج على قاعدة «فيد واستفيد». إذ إن أموال المسقفات ومعاملات رخص بناء المشروع سوف تذهب لصندوق بلدة مجدل زون. من هنا طالب هؤلاء «بتعويضهم عن المساحة التي ستقتطعها الشركة من المشاع لتحويلها إلى طريق معبدة تصل إلى المشروع تمتد لمسافة كيلومترين ونصف كيلومتر». وإلى جانب الأفكار التنموية البلدية، اقترح آخرون تمويل «تاجكو» إنشاء شبكة للصرف الصحي أو بناء مساكن شعبية. وبانتظار إيجاد مخرج أو تسوية بين الطرفين، توقفت أعمال شق الطريق. يقول زبد متسلّحاً بعريضة موقعة من أهالي المنصوري ترفض الأمر. لكن علي تاج الدين قال لـ«الأخبار» إن شركته أوقفت الأشغال «كي لا تثير غضب الأهالي على الرغم من أنها حاصلة على الإذن والتصريح الرسمي اللازم من رئيس البلدية نفسه لشق الطريق، والوارد ضمن محضر حُرّر في مخفر القليلة». وفي رأيه، إن الاحتجاج على المشروع القانوني «دوافعه شخصية يحرّكها بعض الطامعين بالاستفادة أو المنتقمين من الشركة، إما بسبب رفض طلب عمله فيها أو بسبب خلاف مع أحد المهندسين من أبناء البلدة».


تفتح «بلديات» الباب أمام المواطنين والمهتمين بالشأن البلدي لنشر ملاحظاتهم وآرائهم وذلك من خلال مراسلة «الأخبار» مباشرة أو عبر البريد الإلكتروني:
[email protected].