سميّة عليتقترب، فتدنو منك فراشة في يدي صغيرة. تبتعد، فيملأني طيفك فرحاً. أحبك فأبدو كصغيرة تحاكي ظلها. تفتقدك تلك الصغيرة دائماً. ويجتاحها البكاء فتتلهى بلوح من الشوكولا. أنت أنا في المرايا في الهواء لحظة يسكن شعري. ألمحك في وجوه المارة. أحسبهم أنت، ذلك الألم على وجوههم يذكرني بألم كنت تشكوه لي دائماً. كالمطر أنت، خفيف غريب يلوّن رتابة السماء. تكتب للفقراء والمشردين. تثور لواقعنا المزيف على أفكار بشعة تغلف الهواء وتدعونا للاختناق. مررت بالبحر ولمحتك ترمقه بعين طفل، وتعطي للعالم ظهرك. قلمي مشبع بجنونك. لن أكتب لك بعد الآن! لن يكون المطر جميلاً إلا لحظة يعود الفرح إليك. الهواء مبعثر يا صديقي فلترتبه لي ولتجلس قليلاً ولتتكلم كثيراً ولتضحك طويلاً. أريد دمية وأريد ورداً وموسيقى تنبعث من أوراقك القليلة. كتاباتي مؤجلة وابتسامتي مؤجلة وأحاديثي مؤجلة وسذاجتي مؤجلة حتى تعود. أكره ذلك الألم الخفي المجهول المصدر الذي جعل منك غريباً بعيداً. ضعه في حقيبة وارمه. اجعله ماضياً وعد صغيراً مشاغباً يغضبني كثيراً. أخبرتك يوماً أن الحياة ليست من اختراعي. ليتني أستحيل عبقرية بنظارة كبيرة وأنف كبير لأعيد تصنيعها على مقاسك. عندها ستمنحني جائزة نوبل أليس كذلك؟ أراك تبتسم الآن وتخالني مجنونة. لن يزعجني ذلك فأنا أكره أولئك المستسلمين لقوانين الطبيعة. عد أيها المجنون أيضاً، يا صديقي الذي أفتقد ألاعيبه الجميلة وتلك الكلمة التي لم أدرك كم تروقني: صغيرتي!