تراجعت، أمس، وتيرة اعتصام طلاب الجامعة الأميركية في بيروت، الذي كان قد بدأ قبل يومين على خلفيّة السياسة المالية الجديدة التي تنوي إدارة الجامعة اتّباعها. ولكن هذا التراجع لم يحُل دون حدوث صدامات عدّة، خرجت عن طور الاعتصام السلمي. فقد أدّى إغلاق الطلاب الأبواب المؤدية إلى مكاتب الإداريين (في الكولدج هول مثلاً) إلى تلاسن وصل أحياناً إلى حدّ التدافع بين طلاب وإداريّين. لكن، بالتزامن مع هذا التصعيد «الميداني»، يبدو أنّ المفاوضات بين الهيئة التمثيلية للطلاب (USFC) وبين الإدارة قطعت شوطاً لا بأس به. فقد قدّمت الهيئة صيغة لاقت صدى إيجابياً لدى الإدارة التي استمهلت الطلاب حتّى صباح الاثنين لإعطاء ردّها النهائي. وتتضمّن الصيغة ثلاثة مطالب أساسيّة:
أوّلاً، تأجيل تطبيق السياسة المالية الجديدة حتّى السنة المقبلة.
ثانياً، تؤلّف خلال هذه السنة لجنة تضمّ طلاباً وأساتذة لتقويم آليّات تقديم المِنح الطلابية وإصلاحها، على أن يبقى تقديم المنح دائماً بإشراف لجنة يشارك فيها الطلاب.
ثالثاً، ألا تطال زيادة الأقساط الطلاب الذين ينالون منحة، وذلك عبر حصولهم على ثلاثة أرصدة مجانية.
وقد علّق وكيل الشؤون الأكاديميّة في الجامعة، الدكتور أحمد دلال، على هذه الصيغة، واصفاً روحيّتها بالإيجابيّة. واستغرب في اتصال مع «الأخبار» الحملة على السياسة المالية الجديدة للجامعة، معتبراً أنّ ما يجري «ثورة في مجال المنح الجامعية». وشرح دلال وجهة نظره قائلاً «إنّ الجامعة الأميركية على امتداد تاريخها لم تستطع جمع أكثر من 13,6 مليون دولار كميزانية للمِنح. أمّا الخطّة الجديدة، فتوفّر 28 مليون دولار لتلك المنح، ما يسمح باستقطاب طلاب من فئات اجتماعية متنوّعة».
أمّا الهيئة التمثيلية للطلاب، فرغم تقديمها صيغة للتفاوض، لم تحسم قرارها بالاستمرار في الاعتصام أو تعليقه لإفساح المجال للمفاوضات مع الإدارة. إلا أنّ قسماً كبيراً من الطلاب، يضمّ مستقلين ويساريين وعونيين وطلاب حركة أمل وطلاب النادي الثقافي الفلسطيني، تمسّك بالاعتصام، معتبراً أنّ الهيئة التمثيلية تغفل في صيغتها مطالب أساسية.
الجدير بالذكر أنّ اجتماعاً عُقد بين إدارة الجامعة وأساتذتها للتداول في تداعيات السياسة المالية، وقد نقل بعض الأساتذة استياءهم من القرارات الإدارية الأخيرة، فيما شرحت الإدارة موقفها الداعم للتنوّع داخل الجامعة، وأكّدت مواصلة سياسة الحوار والتواصل مع الطلاب.
(الأخبار)