صدر القرار الظني في جريمة خطف الشاب يوسف ف. من بلدة خربة سلم وقتله، فطلب القاضي فوزي خميس الإعدام لثلاثة أشخاص بينهم امرأة قتلوا يوسف ورموا جثّته في حرج في عاليه
رضوان مرتضى
خُطف يوسف ف. قبيل الانتخابات النيابية الأخيرة بنحو شهرين. أثار اختفاؤه ضجة إعلامية ترافقت مع أجواء الاحتقان السياسي والمذهبي التي كانت سائدة في لبنان. القضية أُثيرت لتتخذ بُعداً طائفياً، لكن القوى الأمنية تمكّنت من توضيح ملابسات ما حصل ليتبيّن أن دوافع الجريمة شخصية. المخطوف استدرجته امرأة، وقتله زوجها وشقيقه ثم رموا جثّته في حرج في عاليه. أوقفت القوى الأمنية أحد الفاعلين فاعترف بفعلته مع شريكيه.
أظهرت التحقيقات أن فاطمة ب. كانت على علاقة عاطفية بيوسف، علماً بأنها متزوّجة من محمد ز. وتقيم معه في الكويت. لكنها كانت تأتي أحياناً إلى لبنان بمفردها، حيث تعرّفت إلى يوسف في أحد المقاهي. توطّدت العلاقة بينهما، وتطورت إلى علاقة جنسية، إذ التقيا مرات عدة في عدد من الفنادق.
علم محمد ز. بالعلاقة التي تربط زوجته بيوسف فصمّم على الانتقام. صار يتحيّن الفرص للإيقاع به بمساعدة شقيقه موسى و... زوجته فاطمة ب.
قصد لبنان لينفّذ انتقامه. فكّر بدس السمّ ليوسف، لكنه عدل عن الفكرة واشترى مسدساً لقتله. ثم عاد وعدل عن فكرته مجدداً خوفاً من افتضاح أمره. قرر أخيراً إعداد خطّة متكاملة مع زوجته وشقيقه للقضاء على يوسف دون إثارة الشكوك.
وُضعت الخطة وتقرر بدء التنفيذ. أوصل محمد ز. زوجته قرب محل يوسف كخطوة أولى للمباشرة في التنفيذ. أنزلها وغادر إلى مكان عمل شقيقه الذي يعمل في شركة كمبيوتر في محلة مار مخايل. كانت مفاتيح الشركة بحوزة شقيقه الذي أخذها بحجة أنه يريد إنهاء الأعمال.
نجحت فاطمة باستدراج عشيقها. فأخبرته أنها باتت مطلقة وأن حقائبها موجودة داخل شركة تعود لزوجها «السابق». قصدا المكان ودخل يوسف برفقة فاطمة لإحضار الحقائب، لكن محمد وموسى أطبقا عليه وكبّلاه على كرسي بلاستيك. وضعا شريطاً لاصقاً على فمه وأنفه وضغطا على رقبته. حاول يوسف المقاومة فوقع أرضاً وانكسر الكرسي، لكن الشقيقين تابعا محاولة خنقه حتى أزهقا روحه. توقف عن الحركة، فنزعا الشريط اللاصق لكن كمية قليلة من الدماء سالت من أنفه على الأرض. وضع الثلاثة القتيل داخل الحقيبة ونقلوه إلى سيارة الزوج، كما أخذوا معهم الكرسي المكسور وقطعة القماش الملوّثة بالدماء.
قاد موسى السيّارة مصطحباً فاطمة، فيما قاد الزوج سيّارة الضحية. ساروا نحو محلة غاليري سمعان حيث ركن محمد السيارة وصعد برفقة زوجته وشقيقه والجثّة. قصدوا شاطئ أنطلياس للتخلّص من الجثّة عبر رميها في البحر، لكنهم لم يستطيعوا لوجود حركة سير ناشطة هناك. غيّروا وجهة سيرهم واتّجهوا نحو عاليه. وصلوا إلى منطقة خالية من السكان، فتحوا الحقيبة ورموا الجثة في الحرج المجاور للطريق قبل أن يغادروا.

وضع الجناة القتيل داخل الحقيبة ونقلوه إلى سيارة الزوج
كيف كُشفت ملابسات الجريمة المحبوكة؟ فقد جاءت عبر تحليل الاتصالات الصادرة والواردة من رقم الضحية، فتبين أنه على تواصل مع رقم دولي في الكويت. وهذا الرقم الكويتي على تواصل مع رقم موسى ز. فاستدعي الأخير للتحقيق من جانب فرع المعلومات، فاعترف بفعلته مع شريكيه قبل أن يدلّ على موقع الجثة التي كانت قد بدأت بالتحلّل.
لكن الزوج زعم أن الجريمة كان الدافع لها هو الدفاع عن الشرف، متذرّعاً بأن القتيل اغتصب زوجته مرّات عدة داخل الفندق وصوّرها تمارس معه الجنس وهددها بفضح أمرها، لكن قاضي التحقيق رأى أن الرواية غير قابلة للتصديق كون ممارسة الجنس حصلت مرات عدة داخل فندق ذهبت إليه فاطمة برضاها.
قرر قاضي التحقيق في جبل لبنان الرئيس فوزي خميس اعتبار فعل المدعى عليهم موسى ز. ومحمد ز. وفاطمة ب. من الجناية المنصوص عنها في المادة 549 من قانون العقوبات التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.