قاسم س. قاسمبعد مرور ستة أشهر على ورشة العمل «المخيمات الفلسطينية واقع بائس يبحث عن حلول» التي عقدها «مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية» في مركزه في سن الفيل في تشرين الثاني الماضي، تكرّر اللقاء مجدّداً أمس، وذلك لإعلان المقترحات والخلاصة الواجب على الدولة اللبنانية، الفصائل الفلسطينية، الأونروا، والعالم الغربي والعربي اتخاذها تجاه هذه المخيمات. اقتراحات حلول كانت ضبابية في مجملها، ولم تتطرّق إلى الحل الفعلي لـ«الواقع البائس للمخيمات»، كما سمّيت الورشة. جاءت التوصيات عموميّة بالمجمل، وإن كانت قد دعت إلى تحسين وضع المخيمات الفلسطينية ومعالجة مشاكلها، فإنّ ذلك لم يكن من منطلق الواجب الإنساني، بل لأن «الواقع الفلسطيني في لبنان (يمثّل) مصدراً للتوتر السياسي والأمني وعدم الاستقرار المتزايد» كما جاء في أوّل المقترحات، التي تحدث عنها مدير المركز عبد الله بو حبيب. كذلك يذكّر المقترح الرابع «بإجماع المشاركين» على إعطاء اللاجئين الفلسطينيين «الحقوق المشروعة» التي لم يحدّد طبيعتها، على عكس ما جاء في البيان الوزاري الذي حدّد هذه الحقوق بـ«الإنسانية والاجتماعية». أما بالنسبة إلى المقترحات الموجّهة إلى الدولة اللبنانية فطالبت الورقة المقدمة بأن يجري «استحداث وزارة دولة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين، تتولّى تنظيم سياسة لبنان وتنفيذها تجاه القضية الفلسطينية عموماً، والمخيمات الفلسطينية خصوصاً». لكن بالطبع مقترح كهذا لن يجد سبيلاً عند الدولة اللبنانية، وخصوصاً بعد المناكفات التي حصلت جرّاء مطالبة النائب وليد جنبلاط بإنشاء مثل هذه الوزارة (الأخبار عدد ١٤ كانون الثاني). أما عن قانون التملّك، فاقترح المركز أن يجري «تعديل قانون تملّك غير اللبنانيين للسماح للاجئين بحق استثمار العقارات ضمن ضوابط محدّدة، وصيغة مرنة تشمل التأجير البعيد المدى، على ألّا تزيد المدة عن عشرين عاماً». اقتراح اعترض عليه الباحث الفلسطيني جابر سليمان، الذي قال إنّ «المشكلة في قانون التملّك هي التعديل الذي حصل عليه عام 2001، كما يجب على الدولة ألّا تعاملنا كأجانب بل كلاجئين». من جهته، اعترض ممثل الأونروا روبرت هرت على «العبارات التي ذكرت بأن المخيّمات مصدر الإرهاب، لأنه إذا أردنا تحسين وضع هذه المخيمات فعلينا نفي هذه الصورة، ويجب أن يكون لدينا صورة متوازنة عن المخيمات الفلسطينية». أمّا بالنسبة إلى المقترحات المتعلقة بالفصائل الفلسطينية، فقد طالبت الورقة بـ«إنشاء مرجعية موحّدة تتمحور حول السلطة الفلسطينية». وفي ما يتعلّق بالأونروا، طالبت بتحسين المخيمات لإنهاء حالة «الغيتوهات» الموجودة.