طرابلس ــ عبد الكافي الصمد وقع قتيل وثلاثة جرحى على أثر إشكال فردي في شارع الغرباء في حي الزاهرية في طرابلس مساء أول من أمس.
الإشكال تطور إلى إطلاق للنار من أسلحة فردية، وسبّب خضّة كبيرة في المدينة التي تستعد للانتخابات البلدية والاختيارية في 30 الشهر الجاري.
تضاربت المعلومات بداية الأمر بشأن خلفية الإشكال بين شاب من آل سيف وآخر من آل الكيلاني، وكان ثمة اختلاف في المعلومات بشأن أسبابه الحقيقية. بعض المتابعين قالوا إنها ناشئة عن خلاف بسبب مباراة في كرة القدم بين شبان الأحياء، فيما ردد آخرون أنها ناجمة عن إشكال وقع في أعقاب تعليق صور مرشحين للانتخابات
البلدية.
مسؤول أمني قال لـ«الأخبار» إن الخلاف اندلع عندما كان فتى يقضي حاجة قرب مدخل أحد الأبنية في شارع الغرباء، وذلك قرابة الساعة التاسعة مساءً، فنهره فتى آخر كان يمرّ في الشارع من سوء فعلته، فتلاسنا ثم تضاربا، قبل أن يتطور الخلاف إلى استقدام كل منهما أقرباءه وأصدقاءه «ما أدى إلى اختلاط الحابل بالنابل تبعه إطلاق للنار أدى إلى مقتل الشاب محمد القبوط الملقب بـ«أمو كاشي» بعد نقله إلى المستشفى الإسلامي للمعالجة»، وسقوط ثلاثة جرحى نقلوا إلى المستشفى نفسه هم: طارق كيلاني، خالد سيف والدكتور مصطفى عثمان الذي أصيب عن طريق
الخطأ.
تقاطعت معلومات المسؤول الأمني مع ما أفاد به شهود عيان لـ«الأخبار» عن أن الضحية الذي أتى من الحارة البرانية في منطقة باب التبانة، حضر إلى المكان من أجل إصلاح ذات البين، إلا أنه لقي حتفه بعد حصول إطلاق نار أعقب الهرج والمرج الذي ساد
المكان.
أدى إلى خروج الأوضاع عن السيطرة، ما دفع لاحقاً إلى نزول أصدقاء القبوط وأقربائه إلى الشوارع، بعضهم كان مسلحاً، فقطعوا الشارع الرئيسي لأوتوستراد نهر أبو علي عند ملتقى الجسرين وقرب أفران المير في الزاهرية، بالتزامن مع إطلاق كثيف للنار في الهواء استمر حتى منتصف الليل، رافقه خلوّ شوارع المنطقة بالكامل من السيارات والمارة جرّاء هلع ساد صفوف
المواطنين.
انتشرت عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي في معظم الأحياء والشوارع، وسيّرت دوريات راجلة ومؤللة من أجل إعادة الأوضاع إلى نصابها، ونفذت عمليات دهم أوقفت خلالها بعض المشتبه فيهم.
وقبل ظهر أمس، نتيجة تأخر تسليم جثة القبوط إلى ذويه واستنكاراً لمقتله، أطلق البعض منهم الرصاص في الهواء في الحارة البرانية، إلا أن جهوداً بذلتها فاعليات الحارة أدت إلى احتواء ردود الفعل، قبل تشييع القبوط في مقابر باب التبانة، بعد الصلاة على جثمانه في جامع محمود بك في المنطقة، في حضور حشد كبير من أبناء المحلة، وسط إقفال عام للمحال التجارية في المنطقة وسوق الخضر الرئيسي في المدينة، في ظل أجواء من الحزن والغضب
الشديدين.
ذلك في موازاة تشييع ط. م. الفتى الذي قضى قبل يومين في باب التبانة نفسها أثناء مطاردة عناصر قوى الأمن الداخلي له، بعد الاشتباه في تورّطه مع عناصر عصابة سلب ونهب كان قد ألقي القبض عليها في محلة وادي النحلة عند الطرف الشمالي من مدينة طرابلس.
في غضون ذلك، استنكرت نقابة الأطباء في طرابلس «الفلتان والعبث بأمن الوطن وحياة المواطن، حيث إن إشكالاً فردياً بين متخاصمين أفضى إلى إطلاق نار عشوائي، فأصيب جرّاءه الزميل الدكتور أحمد عثمان إصابة بالغة وخطرة وهو في طريقه إلى أداء واجبه الإنساني، كذلك أودى بحياة شاب في مقتبل
العمر».
وناشدت النقابة الجهات الأمنية «وضع حدّ نهائي للفلتان الأمني الذي يدفع دائماً ضريبته المواطن البريء، وإنزال العقوبات الرادعة بحق العابثين الطائشين».
يشار إلى أن القتيل محمد القبوط كان لاعب كرة قدم في نادي النجمة ونادي الريان، إضافة إلى لعبه في منتخب لبنان.
وكان أيضا أمين سر نادي المودة ـــــ طرابلس (درجة ثانية).