وعود تتبخر في «اللبنانية»
فاتن الحاج
بعد نحو 40 يوماً على إضراب اليومين التحذيريين، خرج أساتذة الجامعة اللبنانية إلى الشارع للتذكير بمطالب «ضاعت» في معمعة الانتخابات البلدية، فيما بدأت تلوح فيه مظاهر الموسم الانتخابي النقابي
هل خطر في بال قاطني السرايا الحكومية أنّ الأساتذة المعتصمين قبالتهم في ساحة رياض الصلح يدرّسون 60% من طلاب لبنان؟ أم أنّ هؤلاء باتوا مطمئنين إلى أنّ هامش تحرك الهيئة التنفيذية لرابطة الأساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية لن يكون كبيراً بسبب تركيبة الرابطة وامتدادات قواها في السلطة، وبالتالي لم يكلّفوا أنفسهم عناء إرسال من يفاوض الأساتذة أو حتى لم يطلوا عن شرفة السرايا؟ ثم لماذا لم ينفَّذ الاعتصام أمام وزارة التربية؟ وماذا عن الإخلال بالوعود وسكوت المسؤولين على تنوع مواقعهم السياسية عن معاناة الأساتذة ويأسهم من الوصول إلى مطالبهم العادلة والمحقة؟ هل يمكن تبرير ذلك بانصراف القوى السياسية إلى بناء تحالفاتها في الانتخابات البلدية، وبالتالي فإنّ أي اعتصام في هذه الأثناء يغرّد خارج السرب؟
الأكيد أنّ كل هذه الأسئلة خطرت ببال المعتصمين، أمس، «في حمى مقرَي السلطتين التشريعية والتنفيذية وقوى الأمن الداخلي وفرقة الفهود»، احتجاجاً على مماطلة مجلس الوزراء مجتمعاً في صدور مراسيم تعيين العمداء رغم مرور شهرين على رفع الترشيحات. وبدلاً من صدور قرارات تعيين المديرين الجدد، فوجئ الأساتذة بالقرار الرقم 869 الصادر عن رئيس الجامعة، والقاضي بتكليف مديري الفروع الاستمرار بمهماتهم لأجل غير محدد! وإذا كان المتعاقدون في الجامعة يسألون في إحدى لافتاتهم «يا ليل التفرغ متى غده؟ أقيام الساعة موعده؟»، فهم يطالبون بتحرير ملف ربطه وزير التربية حسن منيمنة بملف العمداء، المعتقل هو الآخر منذ 5 سنوات. لكن هل يعلم المسؤولون مثلاً أنّ الدكتورة سوسن ذوق، أستاذة الهندسة الداخلية في معهد الفنون ـــــ الفرع الثالث محرومة الأمن الوظيفي بسبب مرور 17 عاماً على تعاقدها مع المعهد وبنصاب كامل ولم يرفع اسمها يوماً إلى مجلس الوزراء؟ ولماذا أسقط اسم الدكتورة رانيا مجذوب، المتعاقدة منذ 10 سنوات في كلية العلوم ـــــ الفرع الأول في المجلس واستبدل بآخر لا تتوافر فيه الشروط الأكاديمية، علماً بأنّ ملف مجذوب أشبع درساً في الهيئات الأكاديمية؟
هنا يذكّر حميد حكم، رئيس الهيئة التنفيذية للرابطة، بأنّ مرسوم دخول المتفرغين إلى الملاك أحاله وزير التربية منذ أكثر من شهر على مجلس الوزراء. على صعيد آخر، يبدو أنّ المسؤولين الأكاديميين والسياسيين يراهنون في المماطلة بإعطاء حقوق الأساتذة على مواقف هؤلاء المتمايزة وشرذمتهم عشية انتخابات رابطتهم، ما يدفع البعض إلى دعوة الأساتذة إلى أن يكونوا أشد حرصاً على استقلالية أداتهم النقابية.

إعلام LAU يعتصمون: نريد استديو

اعتصم، أمس، طلاب قسم الإعلام في الجامعة اللبنانية الأميركية في قريطم، بسبب قلّة التجهيزات المرتبطة باختصاصهم، وخصوصاً الاستديو. وقد وزّع الطلاب صباحاً مناشير تضمّنت اعتراضهم على ما وصفوه بالحالة المزرية للاستديو، لكنّ أحد الإداريين أمر بإزالة المناشير، إذ تزامن الاعتصام مع زيارة تلامذة إحدى المدارس. ووزّعوا بياناً عدّدوا فيه السلبيات التي يعانونها، ولا سيّما لجهة الاستديو، الذي يقع في الطابق الثاني تحت الأرض، وتغيب عنه التهوية الصحية، وتصل إليه في بعض الأحيان مياه الصرف الصحي، وهو ما يؤثّر صحياً في الطلاب، الذين يكونون فيه. أمّا على مستوى التجهيزات، فيبدي الطلاب تذمّرهم من الخلل في التوازن بين الأقساط المرتفعة التي يدفعونها سنوياً، وتجهيزات الاستديو. ويؤكدون أنّهم يأخذون خمسة صفوف للغة الإنكليزية فيما حصّة تحرير الأخبار تقع في خانة المواد الاختيارية. كذلك، يشير الطلاب إلى أن 12 كاميرا لا تكفي لأكثر من 300 طالب في القسم لتأدية أعمالهم التطبيقية، فضلاً عن أن آلتي مونتاج لا تكفيان أيضاً. وطالب المعتصمون بتحسين أوضاع كليّتهم على مستوى التجهيزات، ونقل الاستديو إلى مكان يتيح لهم تأدية تطبيقاتهم وفقاً للمعايير الصحيحة.