عندما اقترح أحد أعضاء منتدى الفكر التقدمي عنوان «كتاب التاريخ الموحّد بين الممكن والمستحيل» لندوة المنتدى، سارع عضو آخر ليقترح عنواناً بديلاً يلائم أزمة هذا الكتاب، فلم يكن منه إلا أن استبدل عبارة الممكن بالمستحيل أيضاً. كان «ظريفاً» ذاك التعليق، يقول أنور ضو عضو لجنة كتاب التاريخ الموحد ورئيس المنتدى. لكن، على ظرافته، بدا هذا العنوان أقرب إلى أزمة كتاب لم يخرج بعد من كونه حلماً. أمس، كانت عبارة «بين الممكن والمستحيل» حاضرة بقوة في الندوة التي أقيمت في الأونيسكو. فكل مداخلات الحاضرين كانت محصورة بين هذين الحدين. في اللقاء، حاول المحاضرون التشديد على فكرة توحيد تاريخ لبنان، وإن بأساليب مختلفة، على الأقل في الكتاب المدرسي. هكذا، أبرز ضو فوائد هذا التوحيد، مشدداً على إمكان «تحويل الحلم إلى كتاب». ويلفت ضو إلى «أن حرية التعليم أدت إلى تعددية تربوية لم تساعدنا على اكتساب مفاهيم مشتركة، بل باعدت بيننا». لهذا السبب، تبرز «الحاجة إلى توحيد الذاكرة التاريخية لردم الهوة بدءاً من التربية». وعدّد جملة الأهداف التي كانت قد وضعتها اللجنة السابقة في عهد وزير التربية عبد الرحيم مراد، التي صدر فيها المرسوم رقم 3175. وكان من نتائج هذه اللجنة إصدار كتاب الحلقة الأولى، إلا «أن غايات غير واضحة حالت دون وضعه في أيدي التلامذة». أما عضو لجنة التاريخ الموحد سابقاً هنري العويط، فقد تطرق إلى رأيي مؤرخين، أحدهما الدكتور وجيه كوثراني المعارض للفكرة «بحجة استحالة كتابة تاريخ واحد لا للبنان ولا لغيره». أما الرأي المؤيّد فهو للدكتور أحمد حطيط الذي رأى أن ذلك يؤدي إلى توحيد النظرة إلى الماضي، ما يساعد على تكوين المواطن المتجانس». وتطرق إلى أن قرار النواب توحيد الكتاب في اتفاق الطائف «كان سياسياً بمضامين تربوية اتخذها سياسيون، ليس التاريخ حقل اختصاصهم». وختم وزير التربية حسن منيمنة الندوة بسؤال «لماذا اللبنانيون مختلفون حول قراءة تاريخهم؟ ويسارع إلى الإجابة «لأنهم مختلفون حول مستقبل تاريخهم». وشدد على أن الكتاب، الذي أعدّته اللجنة لمرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط، «هو كتاب تاريخ مدرسي فقط، له وظيفة وطنية محددة». ولفت إلى أن «الطموح هو أن نطرح أمام التلميذ معلومة مختلفة عن معلومة محيطه».(الأخبار)